بداية ظهور طلائع التوديع على النبي

اقرأ في هذا المقال


بداية ظهور طلائع التوديع على النبي :

عندما تكاملت الدعوة الإسلامية وشارفت على إتمام نشر الرسالة الصحيحة، وكان الدين الإسلامي قد سيطر على الموقف بشكل كامل، أخذت وبدأت طلائع التوديع للحياة وللأحياء أيضاً تطلع وتظهر من مشاعر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبدأت تتَّضح وتتباين من خلال عبارات النبي الكريم وأفعاله.


فقد اعتكف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان المبارك وكان ذلك من السَّنة العاشرة من الهجرة النبوية الشريفة حيث اعتكف مدَّة عشرين يوماً، بينما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يعتكف إلّا عشرة أيام فقط.
وقد تدارسه سيدنا جبريل عليه السلام القرآن الكريم مرتين، وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أثناء خطبته في حجة الوداع: “إنِّي لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا” ، وقال خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان عند جمرة العقبة: “خذوا عنِّي مناسككم، فلعلي لا أحجُّ بعد عامي هذا”.

وقد نزلت على النبي محمد عليه الصلاة والسلام سورة النصر: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)، ونزول سورة النصر كان في أوسط أيام التشريق، حينها علم النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنّّه الوداع، وأنّه قد نعيت (ذكرت) إليه نفسه.


وفي بداية شهر صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة النبوية الشريفة خرج النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أُحد، فصلّى النبي هناك على الشهداء، وظهر النبي كالشخص المودِّع للأحياء والأموات، وبعد ذلك انصرف النبي، ومن ثمّ صعد النبي عليه الصلاة والسلام إلى المنبر فقال النبي: “إنّي فرطكم، وإنّي شهيد عليكم، وإنّي والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإنّي أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإنّي والله ما أخاف أن تشركوا بعدي، ولكنّي أخاف عليكم أن تنافسوا فيها”.

وخرج النبي عليه الصلاة والسلام في منتصف إحدى الليالي نحو البقيع حتى يستغفر لهم، وقال عليه الصلاة والسلام: “السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى”، ومن ثمَّ بشَّرهم قائلاً: “إنّا إن شاء الله بكم للاحقون”.


شارك المقالة: