ظهرت تضحيات المسلمين وبطولاتهم الكبيرة في العديد من المعارك والغزوات، وكان من الأمثلة على تلك التضحيات هو دفاع الصحابة عن النبي يوم غزوة أحد وإبعاد أيّ مكروه قد يصيب خير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
بطولات المسلمين
لقد تحدث التاريخ عن تضحيات المسلمين وبطولاتهم في المعارك والغزوات وخاصة في طريقتهم بالدفاع عن خير الخلق سيدنا محمد، وكان أبو طلحة رضي الله عنه أحد الصحابة الذين يضربون مثالاً في الشجاعة عن النبي، فكان أبو طلحة يسوِّر النبي بنفسه، ويقوم برفع صدره دفاعاً عن خير الخلق سيدنا محمد ويحميه من سهام المشركين، ويقول للنبي: (بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك)، وهذا ما يدل على أنّ الصحابة لا يهمهم أنفسهم وأرواحهم بقدر ما يهمهم سلامة النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان الصحابي سهل بن حنيف من الرّماة الماهرين الأبطال، فقد عاهد النبي وبايعه على الموت، وقام سهل بن حنيف بدور كبير في قتال الكفار.
وقاتل الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قتالاً عظيماً يوم أحد حتى أصيب، وجرح حينها أكثر من عشرين جرح، وأصيب رضي الله عنه في رجله حتى صار يعرج.
وكانت التضحيات تشمل حتى النساء من المسلمين، فكانت نسيبة بنت كعب والتي تكنّى بأم عمارة تقدم بطولات في أرض المعركة، وكانت تقاتل قتالاً شديداً حتى أصيبت اثنا عشر إصابة وجرحاً في تلك الغزوة، وكانت أم عمارة ممّن قد قاتلت ابن قمئة وضربته عدّة ضربات بسيفها، وكان ابن قمئة قد ضربها على عاتقتها حتى ترك فيها جرحاً أجوف.
ومن البطولات التاريخية للصحابة الكرام هو ما قدمه الصحابي الجليل مصعب بن عمير في تلك المعركة، فقد قاتل رضي الله عنه ببسالة وشجاعة كبيرة، وكان ممّن يدافعون عن النبي من هجمات الكفار، وكان مصعب يحمل اللواء بيده، فضربوه على يده اليمنى حتى قطعوا يده، وعندها أخذ اللواء بيده اليسرى، وصمد سيدنا مصعب في وجوه المشركين حتى قطعوا يده اليسرى، وعندها قتله ابن قمئة، لظنّ ابن قمئة أنّه النبي للشبه الكبير الذي كان بين مصعب والنبي، وكان ابن قمئة قد نادى وصاح بين الكفار أنّ محمداً قد قتل.