لقد كانت أمّة الإسلام على الدّوام صحيحة المصدر بالوحي والتنّزيل، نقلت مصادرها من العُدولِ الثّقات من الصّحابة رضوان الله عليهم الّذين كانوا هم بوّابة الإسلام وهم حملة الوحيِّ ومعاصرية، هم جَمَعةُ القرآن الكريم والحديث النّبويّ، وكان للحديث نصيب في علمهم، حَفِظُوه وطَبَّقوه ونقلوه للتّابعين الأخيار، ولقد برز من التّابعين رواة اشتغلوا بالحديث النّبويّ والرواية ووجَبَ علينا ان نقرأ ونكتب عنهم وعن فضلِهم وسنكتب في السطور الآتية عن عبدالله بن صفوان فتعالوا معنا في سيرته المعطّرة.
نبذة عن بن صفوان
هو التّابعيّ الجليل، أبو صفوان، عبدالله بن صَفوان الجمْحيّ، من كبار التّابعين المُخضرمين الّذين عاصروا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يحضوْا بالصّحبة لأنّه لم يراه، وروي أنّه ناصَر عبدالله بن الزَبير، اشتهر بالحِلمِ والحكمة، وروى الحديث عن كثيرين من الصّحابة ، وكان مرجعاً لأهل الحديث في زمانه، تُوفيض عبدالله بن صفوان في السّنة الثالثة والسّبعين للهجرة النّبويّة في مكّة المكرّمة.
روايته للحديث
كان التّابعي المخضرم عبدالله بن صفوان من رواة الحديث النّبويّ الشّريف عن الصّحابة الأجلاء رضوان الله عليهم، وقد روى منهم عن: والده الصّحابيّ صفوان بن أميّةَ وعمر بن الخطّاب وأبي الدرداء وأمّ المؤمنين حفصة رضي الله عنهم جميعاً، كما روى من طريثه الحديث كثير من التّابعين كابن أبي مليكة وعمرو بن دينار وابن شهاب الزّهريّ وحفيدة أميّة وسالم بن أبي الجعد، كما وثّقه أهل الجرح والتّعديل وروى له معظم أصحاب الحديث.
من رواية بن صفوان للحديث
ممّا روي من الحديث من طريق عبدالله بن صفوان ما أورده الإمام مسلم في صحيحة ((عن أميّة بن صفوان سمع جَدّه عبدالله بن صفوان يقول: أخْبَرَتني حفصة أنّها سَمِعتِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: (ليُؤَمَّنُّ هذا البيت جَيْشٌ يَغْزُونَهُ حتى إذا كانوا بِبَيْداءَ من الأرضِ، يُخْسَفُ بأوْسَطِهِمْ، ويُنادي أوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ ثمَّ يُخْسَفُ بِهِم فلا يبقى إلّا الشّريدُ الّذي يُخْبِرُ عنهم)، فقال رجلٌ: أشْهَدُ عليكَ أنّك لمْ تَكْذِب على حفصةَ وأشهدُ على حفصةَ أنّها لم تكذِبْ على النّبي صلّى الله عليه وسلّم))، من كتاب الفتن وأشراط السّاعة، رقم الحديث2883.