تأثير النفقات والديون على زكاة الزروع والثمار

اقرأ في هذا المقال


تمّ تحديد مقدار زكاة الزروع والثمار بما يُساوي نصف في المزروعات التي تُروى على نفقة صاحبها، والعشر في المزروعات التي تُروى بماء المطر وما العيون، واستند الفقهاء في ذلك على أدلّة شرعية ثابتة ومباشرة في هذه المسألة، ويقوم بعض أصحاب المزارع بإنفاق المال على المزروعات، لغايات تحسين الإنتاج وزيادة مقاديره، وقد يترتّب على ذمة المزارع ديون نتيجة هذه النفقات، أو بسبب حاجته للإنفاق على أهل بيته، فما أثر هذه النفقات والديون على مقدار زكاة الزروع والثمار؟

تأثير النفقات على زكاة الزروع والثمار:

بعد أن حدّد النبي _عليه الصلاة والسلام_ أثر الإنفاق على زكاة الزروع والثمار، بالسقاية والرّي، فقد اتّفق جمهور الفقهاء على أنّ أي نفقاتٍ أخرى لا أثر لها في مقدار زكاة الزروع والثمار، وقد يُنفق المزارع على مزروعاته أجرة عمال وثمن المواد والأدوات الزراعية المستخدمة في العمل وأجرة نقل وغيرها، ويبقى المقدار المحدد للزكاة ثابتاً حسب طريقة الري المستخدمة.

وأبرز ما تتفاوت به المزارع هو الجهد المبذول في سقي المزروعات، ولم يُذكر أيّ نص في الحديث عن اعتبار أي مصروفات أخرى على المزروعات.

ونلاحظ أنّ مقدار الزكاة على الزروع والثمار مرتبط بما يبذله صاحب الأرض من جهد في العمل، وليس ما يدفعه من نفقات، كما تمّ التأكيد على الفرق بين مقادير الزكاة في الزروع والثمار، بما يُعرف بالنفقات المعتادة، وهي طرق الري المستخدمة في الزراعة، والنفقات غير المعتادة التي تتعلّق بالنفقات الأخرى غير طرق الري.

تأثير الديون على زكاة الزروع والثمار:

إنّ مسألة تأثير الديون على زكاة الزروع والثمار من المسائل التي كانت محطّ خلاف بين الفقهاء، فمنهم مَن قال بأنّ الدَّين لا يُؤثّر على مقدار الزكاة في الزروع والثمار، مستدلّين بالأدلّة التي جاءت في وجوب الزكاة بثبوت الملكية، واكتمال النصاب.

وهناك مَن قال بأنّ الدّين يُؤثّر في مقدار زكاة الزروع والثمار، وعلى هذا الأساس يتم إخراج أي دَين مترتّب على صاحب الثمار، ثمّ تُخرج الزكاة من الباقي، سواء كانت العشر أو نصف العشر.

وبالمقابل قام بعض الفقهاء بالتفريق بين الديون لإخراج الزكاة المفروضة، فإن كانت الديون بسبب الزروع نفسها، فلا تأثير لها على مقدار الزكاة، أمّا إن كانت الديون بسبب الإنفاق على البيت والعائلة، فهذا يُؤثّر في مقدار الزكاة، حيث يُخرج صاحب الثمار قيمة الديون من إجمالي الثمار، ثمّ يُخرج مقدار الزكاة المفروضة من الثمار المتبقية.


شارك المقالة: