تاريخ العزى

اقرأ في هذا المقال


تاريخ العزى:

تعرف العزى أنّها من آلهة العرب قديماً، والعزى هي الآله التي كان يعبدها أهل مكة المكرمة في منطقة الجزيرة العربية قبل مجئ دين الله الإسلام.

وفي ذلك الوقت كانت العزى هي أحد الأطراف في الثالوث الإلهي وهو الثالوث وهو الذي يجمع العزى مع اللات ومناة أيضاً، والعزى كانت تأتي في المرتبة الثانية وذلك بعد اللات ومن ثم مناة؛ وعلى ذلك الترتيب، وقد وصفها الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم القرآن الكريم وذلك حتى يقليل من شأنها ومكانتها، وحتى يسفه عقول الكفار والمشركين، وأيضاً احتجاجاً على نسبة الكفار والمشركين إلى ما هو أنثوي إلى الله عز وجل وتعالى عن ذلك الكلام العاري عن الصحة تماماً، وأيضاً الاستئثار بما هو ذكوري لهم ويقصد بذلك الكفار والمشركين في مكة المكرمة؛ حيث قال عز من قال في محكم كتابه الكريم: “أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى* أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى* تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى” (النجم: 19-22).

وكان الكفار والمشركين ومن يعبدون هذه الأوثان يعتقدون أن العزى من بنات الله عز وجل، حيث كانت قبيلة قريش وأيضاً قبيلة كنانة تخص العزى بالعبادة، وفي رواية ابن الكلبي أنّه ذكر أنّ أول من قام باتخاذ العزى إلهة للعبادة هو شخص يدعى “ظالم بن أسعد”.

وقد كانت قبيلة قريش تقوم بتعظيم العزى وقد كانت تخصها من خلال القيام بزيارتها وتقديم الهدايا لها وذلك دون غيرها من الآلهة، وقد كانت قبيلة قريش تضع تلك الهدايا المقدمة للعزى في حفرة، وتسمّى تلك الحفرة “الغبغب”، ويكون ذلك أمام تمثال(صنم) العزى في مكان معبدها.

وقد كان للعزى منحر وذلك المنحر تنحر عليه القربان، والقربان (هو هدية أكانت نبات أو حيوان يقدم للعزى وذلك بسبب اعتاقدهم بأنّها تلك القربان تتدخل في حياتهم، ويقدم القربان خوفاً أو حباً). وكانت قبيلة قريش إذا انتهت من القيام بحجها لا يحلون حتى يقدمون إلى العزى ومن ثم يطوفون بها ومن ثم يعتكفون عند العزى مدّة من الزمن يوماً كاملاً.

ومن المعروف أنّه قد عرف أيضاً عبادة هذه العزى العديد من الشعوب منهم اليمانيين وكان اليمانيين يسمون العزى “بالعزيان”، وأيضاً كان شعوب الأنباط وأيضاً آل لخم ملوك الحيرة يعبدون العزى أيضاً، إلّا أنّ عبادة شعب وقبائل آل لخم لهذه العزى كانت لها عبادة مختلفة وأيضاً متطرفة، فقد كان آل لخم يتقربون إلى هذه العزى عن طريق تقديم الذبائح البشرية لها. وقد  قيل أنّ المنذر والذي هو ملك الحيرة في أحد المرات تقرب للعزى وذلك عندما قام بذبح ابن الملك الغساني الحارث.

وقد ذكر أيضاً في “تواريخ السريان” أنّ شخصاً يدعى “المنذر بن ماء السماء” وهو أشهر ملوك العراق قد تقرب للعزى وذلك بتقديم أربعمائة راهبة مسيحية لها. وقد ذكر “إسحاق الأنطاكي” أن قبائل العرب كانوا يقومون بتقديم الأولاد والبنات للعزى وذلك للتقرب لها فينحرون الأولاد والبنات لها.

وقد ذُكِرَ أيضاً أنّه في غزوة أحد المشهورة التي قد جرت بين قبيلة قريش وبين المسلمين، أنّ قريش قد حملت آلهتها معها وذلك حتى تحميهم وتنصرهم في القتال وكان ممّن قد حملوا من آلهتهم هي اللات وأيضاً حملوا العزى، فعندما انتصرت قبيلة قريش في تلك الغزوة صاح حينها أبو سفيان وكان يقول: “اعلُ هبل” (أي اعلُ يا هُبَل)، ولمن حينها رد المسلمون: “الله أعلى وأَجَلّ” فقال أبو سفيان: “لنا العزى ولا عزى لكم” فقال الرسول: “ألا تجيبونه ؟” فقال المسلمون: “يا رسول الله وما نقول ؟” قال: “قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم”.

عندما ظهرت الدعوة إلى دين الإسلام في مكة المكرمة كان الناس يقاتلون المسلمين وذلك للدفاع عن آلهتهم، وقد ذكر القرآن الكريم رأيهم في الدعوة إلى دين الله الإسلام وذلك في سورة ص، حيث قال عز من قال: وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ۝4أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ۝5″ [38:4—5].

وكان سادن صنم العزى في بداية ظهور أو مجئ دين الله الإسلام رجل من قبيلة بني سليم يدعى ذلك الرجل “أفلح بن نضر الشيباني”. فعندما اقتربت وفاته دخل عليه أبو لهب وكان حزيناً، حينها قال أبو لهب لأفلح بن نضر: “ما لي أراك حزينا ؟فقال أفلح: أخاف أن تضيع العزى من بعدي، فقال له أبو لهب: فلا تحزن، فأنا أقوم عليها بعدك”. عندها أصبح أبو لهب يقول لكل شخص يلقاه: “إن تظهر العزى (أي إذا ظهرت عبادتها وأفل نجم الإسلام) كنت قد اتخذت يداً عندها بقيامي عليها (أي أني قد أرضيتها بأن عرضت أن أكون سادناً لها)، وإن يظهر محمد على العزَّى – ولا أراه يظهر – فابن أخي (أي أنّه ابن أخي ولا أراه يغضب علي)”.


شارك المقالة: