بعد الدعم الكبير الذي قدمه أصحاب الأموال لقريش لمساعدهم في معركتهم الثأرية ضد المسلمين والنبي عليه الصلاة والسلام، تجهز جيش الكفار للخروج.
تجهيز الجيش
كان أبو سفيان من أشد الناس كرهاً وغيضاً على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين بسبب رجوعه من غزوة السويق التي انهزم فيها وعاد خائباً خالي الوفاض، بل أيضاً خسر مقداراً هائلاً من تمويناته في غزوة السويق، وما زاد من الأمر تعقيداً هو ما أصاب كفار قريش من السرية التي أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم بقيادة الصحابي الجليل زيد بن الحارثة من الهزيمة الكبيرة، والتي أثرت تأثيراً سلبياً على اقتصاد قريش، وزاد من الهم والحزن الكبير ما لا يقدر تحمله، فسارعت أيضاً للقيام بغزوة ضد المسلمين للتخفيف من ذلك.
وفي السنة الثالثة من الهجرة النبوية الشريفة تحديداً في شهر شوال، تجهز جيش الكفار بقيادة أبي سفيان واستكملت عدتها، حيث حشد جيش الكفار ما يقارب الثلاثة آلاف جندي من قريش ومن حلفائها في المنطقة، وخرج معهم خمسة عشرة فرداً من النسوة.
وكانت قريش تسير معهم في جيشهم ثلاثة آلاف من البعير مع مئتين من الخيل، ومع امتلاكهم سبعمئة درع، وكان يسير ويقود بهذا الجيش هو أبو سفيان، وكان خالد بن وليد قائداً للفرسان يساعده عكرمة بن أبي جهل.
وتجهز جيش قريش للتحرك نحو المدينة المنورة وكان الثأر والغيظ مشتعلاً في قلب الكفار، ممّا يدل على أنّ المعركة ستكون دامية بشكل كبير جداً.
اقترب الكفار من المدينة
واستمر جيش قريش بالمسير نحو المدينة المنورة من الطريق الرئيسية، وعندما وصل الكفار إلى منطقة الأبواء قامت هند بنت عتبة وهي زوجة أبو سفيان بعرض اقتراح على الكفار بنبش قبر أم النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنّ العرض رفض لما حذرت قريش من عواقب كبيرة ووخيمة إذا تمّ القيام بنبش القبر، وسلك جيش الكفار طريق وادي العقيق بعد أن أصبح على مقربة من المدينة، ونزل قريباً من جبل أحد، وعسكرت قريش هناك وكان هذا في يوم الجمعة يوم السادس من شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة النبوية الشريفة.