اقرأ في هذا المقال
وعندما تجهز جيش المسلمين للخروج حضر جمع من الناس، حيث قاموا بتوديع أمراء وقادات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سلموا عليهم أيضاً، وحينها بكى أحد قادات وأمراء الجيش الإسلامي وهو الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة رضي الله عنه.
وقد سأل الناس عبد الله وقالوا له بمعنى القول: أن ما يبكيك يا عبد الله، فقال الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وأرضاه: (أما والله ما بي حب الدنيا ( ليس حباً بالدنيا)، ولا صبابة بكم ( يقصد أمه لا يبكي من أجلكم)، ولكنّي سمعت رسول الله يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار: ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضياً)…سورة مريم، فلست أدري كيف لي بالصدور بعد الورود).
وبعد ذلك دعا المسلمون للجيش وقالوا لهم: (صحبكم الله بالسلامة، ودفع عنكم ، وردكم إلينا صالحين غانمين)، حينها قال الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة رضي الله عنه عدّة أبيات:
لكنّني أسال الرحمن مغفرة وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حران مجهزةً بحربة تُنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثي يا أرشد الله من غاز وقد رشدا
وبعد ذلك خرج القوم من المسلمين وخرج معهم أفضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مشيعاً لجيش المسلمين حتى وصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى ثنية الوداع، حينها وقف النبي صلى الله عليه وسلم وودعهم هناك.
وبعد ذلك تحرك جيش المسلمين نحو اتجاه الشمال حتى وصل ونزل في منطقة اسمها معان، وهي منطقة من أرض بلاد الشام ممّا يلى الحجاز ولكم من اتجاه الشمال، وعندها نقلت وأرسلت إليهم استخبارات المسلمين أنّ هرقل عظيم الروم نازل بمآب ( ملاذ أو مكان أو ملجئ) من أحدى أراضي منطقة البلقاء، حيث كان مع هرقل عظيم الروم جيش يقدر بعدد كبير، حيث كان يقدر عدده بمئة ألف من جنود الروم، وفوق كل ذلك العدد الكبير انضم إلى جيش هرقل عظيم الروم عدد كبير من لخم وجذام ويبلقين وبهراء وبلى، بعدد يقدر بمئة ألف أيضاً.