ترتيب آيات القرآن

اقرأ في هذا المقال


تم ترتيب آيات القرآن الكريم في كتاب الله تعالى كالشكل الذي نراه في هذه الأيام، كان بتوقيف من الرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس الموضوع، موضوع إجتهاد ولا رأي، ونُقل الإجماع على ذلك، وذكر هذا الإجماع الإمام الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن، ومنهم الإمام أبو جعفر الزبير في كتابه (المناسبات) إذ يقول: ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيف النبي صلى اله عليه وسلم، وأمره من غير خلاف بين جموع المسلمين.

وقد نقله كذلك الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: فقال الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك، فكان ينزل سيدنا جبريل عليه السلام بالآيات على رسول اله صلى الله عليه وسلم ويُرشده إلى موضعها من السورة، فيقرؤها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه الكرام، ثمَّ بعد ذلك يأمر كتّاب الوحي بكتابتها في الموضع الذي قام بتحديده جبريل عليه السلام.

وقد استند الإجماع المنقول في هذا الذي تم نقله إلى الكثير من النصوص الثابتة والكثيرة:

منها الحديث الذي رواه الإمام احمد رحمه الله تعالى، عن عثمان بن ابي العاص رض الله عنه قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ شَخص ببصره، ثمَّ صوَّبه، ثمَّ قال: ” أتاني جبريل(عليه السلام) فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من السورة”﴿۞ إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَـٰنِ وَإِیتَاۤىِٕ ذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَیَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡیِۚ یَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل ٩٠]

والدليل الثاني: ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن سيدنا عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه  ﴿وَٱلَّذِینَ یُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَیَذَرُونَ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا وَصِیَّةࣰ لِّأَزۡوَ ٰ⁠جِهِم مَّتَـٰعًا إِلَى ٱلۡحَوۡلِ غَیۡرَ إِخۡرَاجࣲۚ﴾ [البقرة ٢٤٠] نسختها الاية الأخرى، فلم تكتبها أو تدعها ؟ قال: يابن أخي لا أغير شيئا من مكانه.

أسماء سور القرآن وترتيبها

لقد ثبت بالنصوص الصحيحة، وانعقد الاجماع أنَّه تمَّ ترتيب الآيات في الآيات في السور توقيفي، ولذلك لمَّا نزلت آخر آية على النبي صلى الله عليه ﴿وَٱتَّقُوا۟ یَوۡمࣰا تُرۡجَعُونَ فِیهِ إِلَى ٱللَّهِۖ … ﴾ [البقرة ٢٨١]

والكثير من الأحاديث الصحيحة في بيان سور كثيرة، في كتب الصِّحاح والسُّنن.


شارك المقالة: