تصفية جيوب مقاومة جيش هوازن في غزوة حنين

اقرأ في هذا المقال


تصفية جيوب مقاومة جيش هوازن في غزوة حنين:

ورغم انهزام هوازن وجيشها في واقعة حنين فإنّ بعضاً من رجالها قد عسكروا في وادي أوطاس، وكانوا محاولين إعادة تنظيمهم، وذلك بغية الصمود في وجه المسلمين وجيشهم من جديد.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف قد أمر صحابته بتعقب المنهزمين ومطاردتهم، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف بنفسه على رأس القوات المتحركة للمطاردة حتى وصل مدينة الطائف فحاصرها.

وعندما بلغ النبي محمد صلى الله عليه وسلم تجمع بعض عسكر المشركين من جيش هوازن بوادي أوطاس، بعث لمقاتلتهم والقضاء على مقاومتهم سرية بقيادة أبي عامر الأشعری عم أبي موسى الأشعری فحمل أبو عامر لواء نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف ، ثم تقدم المهاجمة المشركين في وادي أوطاس.

وهناك اصطدم بجماعة من جيش هوازن کانوا قد تحصنوا في أماكن استراتيجية من الوادي وثبتوا للقتال، وبارزوا جيش المسلمين حتى قتل منهم تسعة مبارزة، قتلهم بيده قائد السرية أبو عامر الأشعري الذي استشهد في النهاية.

فقد قال أصحاب السير والمغازی: “لما انهزم الناس أتوا الطائف، وعسکر منهم عسكر بوادي أوطاس وتوجه بعضهم نحو نخلة، فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف من يقاتلهم وعقد له لواء، فكان معه في ذلك البعث سلمة بن الأكوع، فكان يحدث يقول: لما انهزمت هوازن وجيشها، عسكروا بوادي أوطاس معسكراً عظيماً تفرق منهم من تفرق، وقتل من قتل وأسر من أسر، فأتيناهم إلى عسكرهم، فإذا هم ممتنعون”.

وذكر أيضاً ابن إسحاق: “أن من بين مشرکي هوازن هؤلاء عشرة إخوة، كلهم بارزوا أبا عامر الأشعري فقتل تسعة منهم، ثم استشهد في النهاية رحمه الله تعالى، فقد جاء في سيره ابن هشام والواقدي أن أبا عامر الأشعري لقي من ضمن عسكر هوازن عشرة إخوة طلب كلهم المبارزة، فبرز الأول، فقال من يبارز؟ فبرز له الصحابي أبو عامر الأشعري وهو يقول: اللهم اشهد عليه فقتله أبو عامر، ثم برز آخر فحمل على الصحابي أبي عامر الأشعري وهو يدعوه إلى الإسلام، ويقول اللهم اشهد عليه فقتله أبو عامر، برز آخر من الإخوة العشرة فقتله أبو عامر، ثم جعلوا يحملون على أبي عامر رجلاً رجلاً ويحمل أبو عامر ، وهو يقول :

اللهم اشهد، حتى قتل تسعة وبقي العاشر، فحمل على أبي عامر، وهو يدعوه إلى الإسلام، ويقول: اللهم اشهد عليه، فقال ( المشرك حينها ): اللهم لا تشهد علي، فكف عنه أبو عامر، فأفلت، أسلم بعد فحسن إسلامه، فكان نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف إذا رآه قال: هذا شريد أبي عامر، وأثناء القتال رمی رجل من بني فانتهى إليه الصحابي أبو موسى الأشعري فقال: من رماك يا عم؟ فأشار الصحابي أبو عامر موسى إلى الرامي، فقال: إن ذاك قاتلي تراه ذلك الذي رماني، قال الصحابيأبو موسى: فقصدت له فاعتمدته، فلحقته، فلما رآني ولى عنى ذاهباً، فاتبعته، وجعلت أقول له:

ألا تستحي، ألست عربياً ، ألا تثبت، فكر، فالتقيت أنا وهو، فاختلفنا ضربتين بالسيف، فضربته بالسيف ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت: قد قتل الله صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزل منه الماء، فقال: يا بن أخي انطلق إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف فأقرئه مني السلام ، وقل له: استغفر لي، واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيراً ثم مات، فرجعت فدخلت على نبي الله صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف في بيته على سرير مرمل وعليه فراش، قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقوله: قل له: استغفر لي، قال فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: ( اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ) ورأيت بياض إبطيه، ثم قال: اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك أو من الناس، قال أبو موسى فقلت: ولي فاستغفر، فقال: اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريماً”.


شارك المقالة: