كان للحديث النّبويّ الشريف أطوار مرَّ بها شهدت جهود كثير من العلماء الّذين رسخوا حياتهم وجهدهم وبذلوا الغالي والنفيس من المال وغيرة في سبيل إخراج المصنّفات في الحديث كما وصلت إلينا، وكان كثير من المصنّفين والعلماء يقضون سنيناً وشهور في التصنيف والرِّحلة في طلب العلم والبحث في تراجم الرجال وغيرها، فتعالوا نتعرف لمفهوم التصنيف وآداب المصنّف وواجباته تجاه الحديث النّبويّ الشريف.
مفهوم التصنيف
إنّ مفهوم التصنيف عند المحدثين ما كان نتاج تعب المحدّثين والعلماء وطلبة الحديث، وما توسعوا فيه من الموضوعات والأفكار في البحث بكل صغيرة وكبيرة في علم الحديث النّبوي الشريف، وتدوينها في مؤلفاتهم وكتبهم، وذلك إيماناً منهم بأهميّة الحديث الشريف وأمانة نقله للأجيال من بعدهم.
آداب المصنف في الحديث
إنّ للمصنّف في مجال الحديث ودقَّة نقله آداب وصفات يجب أن يتحلَّى بها منها:
1ـ إخلاص عمله في الحديث لله سبحانه وتعالى.
2ـ أن يكون من صفاته فضائل الأخلاق والأعمال وبعيداً عن الفسق.
3ـ أن يستشعر أهمية علم الحديث الّذي يكتب فيه فيبتعد عن مواطن الخطأ والنسيبان.
4ـ أن يكون ممّن تعلم علوم الحديث والجرح والتعديل ويبحث في أخلاق رجال الحديث.
أقسام المصنّفات في الحديث
إنّ التصنيف في علم الحديث النّبويّ الشريف له أقسام وأنواع من ما يعتبر أهمها:
1ـ ماكتب على طريقة الأبواب: وهي أن يكتب الحديث بجمع الأحاديث التي وصلت للمؤلف في نفس الموضوع مع بعضها البعض ، فمثلاً ما وصله من أحاديث الصّلاة يذكرها مبوّبة في كتاب الصّلاة مثلاً، ومن أشهر المصنّفات التي كانت بهذه الطريقة الجوامع الصّحيحة كصحيح الإمام البخاريّ وصحيح ومسلم والسُّنن الأربعة الأخرى النّسائي والترمذي وبن ماجة وأبي داوود، والسُّنن رتبت الأحاديث على أبواب الفقه، ومن المصنفات أيضاً على طريقة الأبواب مايعرف عند المحدّثين بالمستخرجات والمستدركات.
2ـ ما رتّبه المصنّفين بحسب أسماء الصحابة رضي الله عنهم، ومن الأمثلة على ذلك المسانيد في الحديث كمسند الإمام أحمد بن حنبل، ومسند الموصليّ، ومنها أيضاً ماعُرٍفَ بالأطراف وهو ما اشتهر في الكتب التي كانت مختصرة بذكرألفاظ وعبارات تدلّ على الحديث، فقد يأخذ منه الكاتب جزءً يدل عليه وذلك لمحاولة التسهيل في الدراسة والنقل ومن الأمثلة على الأطراف كتاب تحفة الأشراف للمزيّ.