تمرد المنافقين في غزوة أحد

اقرأ في هذا المقال


بعد أن بات جيش المسلمين في منطقة الشيخان وفي اليوم التالي وقبل بزوغ الفجر كان الجيشان على مقربة من بعضهم.

تمرد المنافقين

وعند اقتراب الفجر كان جيش الكفار وجيش المسلمين على مقربة من بعضهم البعض، حتى أنَّ الجيشان كان بإمكانهم رؤية بعضهم، ولكن حصل أمر لم يكن بالحسبان ولا يخطر بالبال، فعندما اقتراب الجيشان من اللقاء تمرد المنافقون وعلى رأسهم كبيرهم عبد الله بن أبي بن سلوس، وعندها قرر المنافقون الانسحاب من القتال، وكان عددهم حوالي ثلاثمئة مقاتل أي ثلث جيش المسلمين، وعندها قال زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول بمعنى الكلام أنّه لا يدري لماذا يقاتلون ويقتلون أنفسهم، وكانت حجة عبد الله بن أبي بن سلول أقبح من فعلته، فقد تحجج بانسحابه لعدم موافقة النبي صلى الله عليه وسلم لرأيه بعدم الخروج أو لتغيير موقف النبي من البقاء في المدينة.

ولكنَّ انسحاب زعيم المنافقين ومن معه من القتال قبل أن يبدأ لم يكن سببه هو رفض النبي لرأيه، ولو كان سبب الانسحاب هو رفض النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكلامه لما خرج المنافقون من الأصل للقتال، ولكن كان السبب الرئيسي لخروجهم هو التمرد في ذلك الوقت الضيق جداً، وأيضاً كان سبب تمردهم هو إحداث عدّة اضطرابات في جيش المسلمين في ذلك الوقت الحاسم على مرأى ومسمع جيش الأعداء، وحتى تنهار معنويات جيش المسلمين وينحاز الجيش عن النبي، وحتى تكون ضربة قوية لصالح جيش الكفار قبل بداية المعركة.
وأيضاً تكون سبباً كبيراً في رفع المعنويات لجيش قريش بسبب ذلك التمرد، وعندها يكون موقف جيش الكفار أسهل من ناحية القتال والقضاء على النبي وأتباعه، وكادت خطة عبد الله بن أبي بن سلول ومن معه من المنافقين بالتمرد تنجح والوصل إلى هدفها عندما همّت طائفتان من ألأوس والخزرج بالانسحاب، ولكنَّ الله سبحانه وتعالى ثبتهم مع البقية من جيش المسلمين بعد البلبلة الكبيرة التي حصلت، وبذلك الأمر أنزل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فقال عز وجل: ( إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ** وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )…سورة آل عمران.


شارك المقالة: