من وصايا خير الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام:
كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا والفضائل التي كان يحث صحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا والفضائل في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفعه كبيرة وأجر عظيم له.
في السؤال بالله عز وجل
وكان خير الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بطلب السؤال من الله عز وجل فهو القادر الوحيد على إجابة الطلب والسؤال مهما كان مستحيلاً فهو المعطي والمجيب، وهو ما روي عن جابر – رضي الله عنه – قال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه»”[رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه].
وكان من الأحاديث التي تكلم فيها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن طلب السؤال من الله عز وجل هو ما روي عن أبي عبيدة مولى رفاعة عن رافع – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “«ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله ثم يمنع سائله ما لم يسأل هجرًا»” [رواه الطبراني].
في فضل أم الكتاب:
كان النبي الكريم يوصي الصحابة الكرام بقراءة سورة الفاتحة حتى بعد الصلاة لما فيها من خير وتمجيد لله عز وجل وهو ما روي عن أبي سعيد رافع بن المعلى – رضي الله عنه – قال: “كنت أصلي بالمسجد فدعاني رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فلم أجبه ثم أتيته، فقلت: يا رسول الله، كنت أصلي، فقال: «ألم يقل الله تعالى: (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)….[الأنفال: 24] ثم قال: ألا أعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟» فأخذ بيدي، فلما أردنا الخروج، قلت: يا رسول الله، إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن؟ قال: «الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته»”.
[رواه البخاري وأبو داود والترمذي]
ومن الأحاديث الدالة على الخير الكبير في سورة الفاتحة وخاصة في الصلاة هو ما ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، قال: “سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل». وفي رواية: «نصفها لي، ونصفها لعبدي فإذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ (رَبِّ الْعَالَمِينَ )(قال الله: حمدني عبدي)، فإذا قال: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، فإذا قال: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال: مجدني عبدي، فإذا قال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل»” [رواه الخمسة إلا البخاري].
في فضل المعوذتين:
كان يوصي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بقراءة سورة الفلق وسورة الناس (المعوذتين) وهو ما ورد عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)»”.[رواه مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وهذا لفظ]
ومن الأحاديث الدالة على ذلك هو ما ورد عن عتبة – رضي الله عنه – قال: “كنت أقود برسول الله – صلى الله عليه وسلم – في السفر، فقال: «يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا»، فعلمني (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، فذكر الحديث”.
وفي رواية ثانية في نفس موضوع المعوذتين هو ما ورد عن عقبة بن عامر قال: “بينما أنا أسير مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين الجحفة والأبواء، إذ غشينا ريح ظلمة شديدة، فجعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتعوذ بـ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ويقول: «يا عقبة تعوذ بهما، فما تعوذ متعوذ بمثلهما» قال: وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة”.
ومن الأحاديث التي تدل على أن النبي الكريم كان يوصي بالمعوذتين للصحابة الكرام هو ما ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «اقرأ يا جابر» فقلت: وما أقرأ بأبي أنت وأمي؟ قال: «(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ولن تقرأ بمثلهما»، فقرأتهما فقال: «أقرأ بهما»” [رواه النسائي وابن حبان]