جلال الربوبية وكبرياء الألوهية في آيات القرآن.

اقرأ في هذا المقال


من أوضح مظاهر الإعجاز في القرآن وجود الكثير من الآيات التي تدل على جلال الربوبية وكبرياء الألوهية، بغض النظر عن المعنى الذي يؤديه اللفظ ، وهذا ممّا لا يستطيع أحد على اختلاقه أي إنسان، في أي صنف من أصناف المعاني والكلام.

نعرف أنَّ الكلام هو مرآة لطبيعة المتكلم، وتتجلّى فيما يقول أو يكتب، وتزداد أكثر وضوحاً كلما تنوعت الأبحاث والمواضيع، وإذا كان في مقدور الإنسان أن يظهر بصورة طبيعية أخرى، فإنّ ذلك لا يمكن أن يصل إلى حد التناقض، بحيث ينطبع بخصائص البشرية تارة، وبخصائص الألوهية أخرى، وإذا كان هذا غير ممكن، فلا يمكن لإنسان ما أن يصوغ كلاماً من حوله عظمة الربوبية وكبرياء الألوهية في صياغة لا تكلّف فيها ولا تمثيل، كما في قوله تعالى واقرأ- على سبيل المثال – قوله تعالى ﴿إِنَّنِیۤ أَنَا ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّاۤ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِی وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِیۤ – إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِیَةٌ أَكَادُ أُخۡفِیهَا لِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا تَسۡعَىٰ﴾ [طه 14- 15]

مثال قوله تعالى ﴿حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَخَذۡنَا مُتۡرَفِیهِم بِٱلۡعَذَابِ إِذَا هُمۡ یَجۡـَٔرُونَ (٦٤) لَا تَجۡـَٔرُوا۟ ٱلۡیَوۡمَۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ (٦٥)﴾ [المؤمنون ٦٤-٦٥] تأمل بعد ذلك إلى هذا الكلام الذي يتنزل من عرش الكبرياء والربوبيّة، ويغمر النفس البشرية بالخوف والرهبة والجلال، هل يستطيع بشر أن يصطنعه اصطناعاً، وان ينطبق تمثيلاً، أو يتحلّى به تزويراً.

أشهر العلماء الذين كتبوا في الإعجاز

كتب الكاتبون في إعجاز القرآن من العلماء وأئمة البيان قديماً وحديثاً، فمنهم من تعرّض لهذا الموضوع من خلال بحثه عن علوم القرآن، ومنهم من أفرده بالتأليف والبحث، ومن أشهر العلماء الذين أفردوه بالبحث:

  • الإمام الجاحظ: عمرو بن بحر، المتوفى سنة (225 هــ) وهو أول من تكلم عن بعض المباحث المتعلقة بالإعجاز، وأفرد له كتاباً سمّاه (نظم القرآن) وقد تكلّم فيه عمّا يهيء للكلام عن الإعجاز في القرآن.
  • الإمام أبوعبدالله الواسطي: المتوفى سنة ( 306 هــ) وضع كتاب (إعجاز القرآن) وهو أول كتاب وضع لشرح الإعجاز وبسط القول فيه .
  • الشيخ أبو عيسى علي بن عيسى بن الرماني النحوي اللغوي المفسر المتوفى سنة (384 هـ)
  • الشيخ ومنهم الإمام الخطابي والإمام الباقلاني والجرجاني وغيرهم .

شارك المقالة: