جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق .

اقرأ في هذا المقال


هل كان القرآن مجموع في عصر النبي .

من المعروف أنَّ القرآن الكريم كان مكتوب في عهد رسول الله، ولم ينتقل الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الرّفيق الاعلى إلّا كان القرآن مجموع إمّا مكتوب او محفوظ، ولكنّه لم يكن مجموع في مصحف واحد.

ويشهد لذلك ما أشار به سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه كما ذكر ذلك الإمام السيوطي في الإتقان فقد قال : قُبض النبي عليه الصلاة والسلام ولم يكن القرآن جُمع في شيء.

وقد بيّن الإمام الخطابي كما نقل الامام السيوطي في السِّر في عدم جمع القرآن بالطريقية والكيفية التي فعلها الخليفة الأول سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه، حيث الكيفيات والبيئة والظروف التي كانت السبب في جمع القرآن لم تكن موجودة في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا سبب.

 والسبب الثاني : أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يترقّب من ورود الآيات والسور التي توضّح باقي الآحكام ونسخها لبعض الأحكام، إلى إكمال النبي رسالته إيصاله جميع القرآن وآياته إلى الناس كافة.

الكيفيات التي جمع فيها أبي بكر رضي الله القرآن الكريم .

لمَّا نرجع للنصوص الواردة في هذا الموضوع نجد أنّ الذي أمر به الخليفة الأول أبو بكر الصديق وقاموا الصحابة رضوان الله عليهم بتفيذه: هو جمع ما تفرق من الآيات المكتوب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،ثمّ نسخه إلى صفحات مجتمعة، مع المحافظة على نفس ترتيب الآيات والسور التوقيفية كما أٌنزلت وحي من عند الله، وتكون هذه الصفحات محفوظة ومدونة في دار الخلافة الصديقية، وتكون مرجع للمسلمين في معرفة الآيات القرآنية والسور المرتبة والمكتوبة كما أنزلت ومحفوظة من من الضياع والزيادة والنقصان .

السبب لجمع القرآن بهذه الطريقة:

كما ورد في الكثير من الأحاديث والآثار في أكثر من مصدر أن السبب الأقوى لجمع القرآن بهذه الطريقة هو قتل العدد من حفاظ القرآن وقرّاء الصحابة في معركة اليمامة التي حدثت في في سنة 11 للهجرة(وهي إحدى حروب الردّة) والتي أدّعى فيها مسيلمة الحنفي أنّ النبي قد وكَلَ إليه النبوَّة .

وكان عددهم يزيد عن السبعين، وقد هال هذا الأمر جموع المسلمين وخافوا على القرآن الكريم من الضياع بموت حفظته واستشادهم، وصاحب المشورة على الخليفة الصديق هو سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه .

حيث تردّد أبو بكر رضي الله عنه في بداية الأمر، وقال كيف أفعل شيء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، وبقي عمر رضي الله عنه يراجعه حتى شرح الله صدره لذلك، وتجلت له الحكمة والسَّبب والمصلحة في الجمع .

الطريقة في الجمع :

نقل الإمام السخاوي رحمه الله تعالى عن الليث بن سعد رحمه الله تعالى المتوفى سنة (175هــ) – وكان إمام عصره- قال :أول من جمع القرآن ابو بكر وكتبه زيد بن ثابت وكان الناس يأتون زيداً فكان لا يكتب آية إلّا بشاهدين عدلين.  

وكان يعتمد على ما في صدور الرّجال وما تمّ كتابته، ويقوم بالاسيثاق بعدّة طرق منها : لا يقبل الشيء المكتوب إلاّ وُثق بكتابة، وإذا جاء أحدهم بآية مكتوبة فلا يقبل إلّا إذا شهد شاهدان أنَّه قام بكتابة هذه الآية بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .  


شارك المقالة: