حاجة بني آدم للرسل والرسالات

اقرأ في هذا المقال


يدّعي بعض الناس سواء في الزمن القديم، أو الزمن الحاضر عدم حاجة الناس للأنبياء والرسل، فاحتجوا قديماً بما وجدوا عليه آبائهم، وفي الزمن الحاضر بما تم الوصول إليه من تقدم وتطور، يجعل الناس قادرين على قيادة أنفسهم، وللتعرف على حقيقية حاجة الرسل والأنبياء في حياة الناس، عليك عزيزي القارئ بإتمام قراءة هذا المقال.

حاجة الناس للرسل والرسالات

رغم مجادلة الناس للرسل والأنبياء قديماً، وإعراضهم عن رسالاتهم وعلومهم، إلّا أننا نجد اليوم الكثير من البشر الذين يغترون بتقدمهم المادي الكبير، وكثرة علومهم، أنهم أكثر إعراضاً وجدالاً ممّا كان عليه الناس في زمن الرسل والأنبياء، ويحتجّون بما حققوه من تقدم ورقي، فهل بلوغ هذا المستوى في الحياة يجعل الناس تستغني عن تعاليم الرسل ورسالاتهم؟ وهل أصبح البشر على الأرض قادرين على قيادة أنفسهم بعيداً عما جاء به الرسل والأنبياء؟

للإجابة على ذلك نبدأ بعدم إنكار ما حققت البشرية في الوقت الحاضر، من تقدم وتحضر ورقي، وما توصلت إليه من حقائق وعلوم، لكن عند البحث في أوضاعهم من الناحية التي جاء بها الرسل، نجد أنّ هناك الكثير من الناس الذين ينحدرون كثيراً، في الجانب النفسي والإنساني والأخلاقي، متمردين على نظم حياتهم، ومنكرين لظروف الحياة التي يعيشونها.

وما زالت هناك الكثير من الانحرافات، التي تقود للجرائم والضياع، وتظهر التجاوزات التي فرقت المجتمعات، ونشرت سُمّها بين الأفراد، وكانت سبباً في القتل والتخريب والدمار.

وتأتي حاجة الناس للرسل والرسالات لإصلاح قلوب البشر، وإنارة عقولهم، وهدايتهم لمعرفة سبيلهم في الحياة الدنيا، وتحديد علاقتهم برب الكون وخالقه. ثم تأتي حاجة الناس للرسل كي يبتعدون عن مستنقع التخلف، والانحرافات التي تقود للباطل والابتعاد عن الحق.

وقال بعض العلماء أنّ الإنسان لا يفلح ولا يُسعد في الدنيا والآخرة، إلّا باتباع الرسل والأنبياء، فجاءت رسالاتهم مفتاحاً للتفريق بين الطيب والخبيث، وبين الحق والباطل، وبين الخير والشر.

وهناك مَن قال بأنّ الرسل ورسالاتهم هم نور الحياة وروحها، فكيف يعيش الانسان في حياة عُدمت بها الروح، وأُطفئ بها النور، وقال تعالى: أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا” سورة الأنعام 122.

حاجة العقل البشري للوحي

ولا يمكن للإنسان أن يستغني عن وجود الوحي، فهناك بعض الحقائق والأمور التي لا يمكن للعقل الإنساني التوصل إليها، رغم نعمة العقل التي منحها الله عز وجل للإنسان عن غيره من المعلومات، فهو قادر على إدراك ما حوله من حقائق، والتمييز بين ما ينفعه مما يضره في الدنيا، لكن غير قادر على إدراك الحقائق التي لا تدخل ضمن حدود دائرة إدراك العقل.

كما أنّ الإنسان غير قادر على معرفة تفاصيل الشرع، ولا إدراك كامل الجزئيات التي تعينه على تحقيق العدل في الحياة، فقد يتضمن العمل الواحد منفعة وضررا، ويعجز العقل عن الترجيح فيه، وهنا لا بدّ من الرجوع للشرائع؛ لمعرفة ما يجب اتباعه، وما يجب الابتعاد عنه.

ويمثل الوحي النور الذي يُنير للعقل السبيل السليم في الحياة، ولا ننسى أنّ العين لا حاجة لها في الظلام، فلن ينتفع الإنسان بما أعطاه الله تعالى من عقل، إلّا بما يُرشده إليه الوحي، قال تعالى: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ”سورة الحج 46.


شارك المقالة: