حديث عن عظمِ المجاهرة في المعصية

اقرأ في هذا المقال


لقدْ حذّرَ الإسلامُ منَ المعاصي والآثامِ والبعدِ عنْ طريقِ التَّوحيدِ، لأنَّ عبادةَ اللهِ تعالى هي الهدفُ الأسمى في حياتنا، ومنَ البشِر منْ يقترفِ المعصيَةَ مجاهراً بها، فهوَ في ذلكَ ينالُ أشدَّ العذابِ بوعيدِ اللهِ تعالى لهُ، وسنعرضُ حديثاً في عظمِ معصيةِ الإنسانِ عندما يجاهرُ بها.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمُهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا عبدُ العزيز بنُ عبدِ اللهِ، حدَّثنا إبراهيمُ بنُ سعدٍ، عنِ ابنِ أخي ابنِ شهابٍ، عنِ ابنِ شهابٍ، عنْ سالمِ بنِ عبدِ اللهِ، قال:سمعتُ أبا هريرةَ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: ((كلُّ أمَّتي مُعافى إلَّا المُجاهرينَ، وإنَّ منَ المَجانةِ أنْ يعملَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملاً، ثمَّ يُصبحُ وقدْ سترهُ اللهُ، قيقولُ: يافلانُ، عملتُ البارحةَ كذا وكذا، وقدْ باتَ يسترهُ ربُّهُ، ويصبحُ يكشفُ سترَ اللهِ عنهُ). رقمً الحديثِ: 6069 )).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كِتابِ الأدبِ، بابُ سَتْرِ المؤمنِ على نفسهِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الرَّاوي أبو هريرةَ، وهوَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ صخرٍ الدُّوسيُّ، منْ أكثرِ رواةِ الحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهمْ:

  • عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الله: وهوَ أبو القاسمِ، عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يحيى الأويسيُّ، منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • ابنُ شهابٍ: وهوَ أبو بكرٍ، محمَّدُ بنُ مسلم الزُّهريُّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.
  • سالمِ بنِ عبدِ اللهِ: وهوَ أبو عمرَ، سالمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ القرشيُّ العدويُّ (ت:105هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرً الحديثُ إلى عظمِ المعصيةِ عندما يجاهرُ بها الإنْسانُ، والمجاهرونَ منْ خرجوا منْ دائرةِ العفوِ منَ المعصيةَ لما قدْ كسروا سترَ اللهِ لمعصيةِ المذنبِ، فاللهُ تعالى يستُر المؤمنَ إذا عصى وأذنبَ، ويقبلُ توبتهُ ويرحمهُ مالمْ يجاهرْ بالمعصيةِ بينَ النَّاسِ وينشرُ ما قدْ فعلَ، غيرَ آبهٍ لعذابِ اللهِ تعالى،وقدْ ذكرَ العُلماءُ في مرادِ المجاهرةِ عدَّةُ أقوالٍ منها: الغيبةُ، ومنها التَّحدُّثُ بالمعاصي على سبيلِ مجاهرةِ العصاةٍ بعضهمْ ببعضٍ في سبيلِ المسابقةِ وتفضيلِ الأكثريَّةِ بها بينهم واللهُ تعالى أعلم.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديثِ:

  • عظمُ المجاهرةِ بالذّنوبِ.
  • سترُ اللهِ للعاصي دونَ أنْ يجاهر.
  • المجاهرةُ محاربةُ اللهِ بسترهِ للذّنوبِ.

شارك المقالة: