حديث في أبغض الرجال إلى الله

اقرأ في هذا المقال


لقدْ حثَّ الإسلامُ على اللينِ والمسامحةِ، وقدْ كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ وهوَ القدوةُ لهذهِ الأمّةِ متسامحاً ليّنا، يحثُّ أصحابهُ على أخوّةِ الإيمانِ والتّسامحِ والإخاءِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنَّ التّخاصمُ منْ أبشعِ الصّفاتِ وأنّها صاحبها من أبغضِ النّاسِ إلى اللهِ تعالى، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ البخاريّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا يحيى بنُ سعيدٍ، عنِ ابنِ جريجٍ، سمعتُ ابنَ أبي مُليكةَ يحدّثُ عنْ عائشةَ رضي اللهُ عنها قالت: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “أبغضُ الرّجالِ إلى الله الألدُّ الخصِمُ”)). رقمُ الحديث: 7188.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ النّبويُّ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الأحكامِ، بابُ: (الألدِّ الخصم وهوَ الدّائمُ في الخصومةِ)، والحديثُ ترويهِ الصّحابيّةُ الجليلةُ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصّدّيقِ رضيَ اللهُ عنهما، وهي منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:

  • مسدّدٌ: وهوَ أبو الحسنِ، مسدّدُ بنُ مسرهدِ بنِ مسربلٍ الأسديُّ (ت: 228هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ تبعِ أتباع التّابعينَ في رواية الحديث.
  • يحيى بنُ سعيدٍ: وهوَ أبو سعيدٍ، يحيى بنُ سعيدٍ القطّانُ (120ـ198هـ)، وهوَ منْ أتباعِ التّابعينَ المحدّثينَ الثّقاتِ للحديثِ.
  • ابنُ جريجٍ: وهوَ أبو الوليدِ، عبدُ الملكِ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ جريجٍ القرشيُّ (80ـ150هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباعِ التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ النّبويّ إلى صفةٍ منْ أبغضِ الصّفاتِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنَّ صاحبها منْ أبغضِ النّاسِ إلى اللهِ تعالى، وهي المبالغةُ في الخصومةِ، وقدْ وصفَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ صاحبها بالألدِّ الخصمِ، وهوَ منْ يبالغُ في الخصومةِ على الديمومةِ ولا يقبلُ أنْ يسامحَ ويتعدّى حقّهُ في الشّتمِ والسّبِّ، وقدْ عدّهُ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منْ أبغضِ النّاسِ إلى اللهِ لأنَّ بصفتهِ يسبّبُ ضياعَ الحقوقِ وعدمِ اثباتِ الحقِّ والمراوغةَ فيهِ وينشرُ بذلكَ البغضاءَ في المجتمعِ، وبغضُ اللهِ يؤدّي إلى العقوبةِ والإثمِ والعياذُ باللهِ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • الإسلامُ دينُ التّسامحُ لا دينُ الخصومةِ.
  • بغضُ اللهِ تعالى للألدِّ الخصمِ.

شارك المقالة: