لقدْ كانَ للرسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ اللّباسِ ما نقلهُ عنهُ صحابتُهُ الكرامُ الّذينَ لازموهُ، وقدْ كانوا يقتدونَ به عليه الصّلاةُ والسّلامُ في لبسهِ وفي كلِّ شيءٍ في حياتِهِ، وقدْ وردَ في الحديثِ النّبويِّ الشّريفِ كثيراً منَ الشّواهدِ عمّا كانَ يحبٌّ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ اللّباسِ وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث:
أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في صحيحه: ((حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ أبي الأسودِ، حدّثنا معاذٌ، قال: حدّثني أبي، عنْ قتادةَ، عنْ أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنهُ قال: كانَ أحبُّ الثّيابِ إلى النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنْ يلبسها الحِبرةَ)). رقمُ الحديثِ: 5813.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ اللّباسِ، بابُ: (البرودِ والحبرة والشّملةِ)، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريِّ، خادِمُ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ومنْ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ عنهُ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الصّحابةِ، أمّا رجالُ السّندِ الباقونَ:
- عبدُ اللهِ بنُ أبي الأسودِ: وهوَ أبو بكرٍ، عبدُ اللهِ بنُ محمّدٍ البصريُّ القاضي (163ـ223هـ)، وهوَ من ثقاتِ تبعِ الأتباعِ في روايةِ الحديثِ.
- معاذٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، معاذُ بنُ هشامٍ الدُّسْتوائيُّ (ت:200هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ المشهورينَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- أبو معاذ: وهوَ أبو بكرٍ، هشامُ بنُ أبي عبدِ اللهِ سنبرَ الدّستوائيُّ (76ـ154هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواةِ الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
- قتادةُ: وهوَ أبو الخطّابِ، قتادةُ بنُ دِعامةَ السّدوسيُّ البصريُّ (60ـ117هـ)، وهوَ منْ مشاهيرِ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديثِ عنِ الصّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى أحبِ الثّيابِ إلى النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، وكما أوردَ الصّحابيُّ الجليلُ أنسُ بنُ مالكٍ وهوَ منْ أقربِ الصّحابةِ إلى النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنّ أفضلها إليه عليه الصّلاةُ والسّلامُ هي الحِبرةُ، وهي ثيابٌ مخطّطةُ منَ الكتّانِ أو القطنِ كانتْ تصنعُ غالبيّتها في اليمنِ آنذاك، وكانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ يبتعدُ عنْ الثّيابِ الّتي فيها تكبرٌ وخُيلاء عليه الصّلاةُ والسّلامُ، وفي هذا منهجُ تربيةٍ للصّحابةِ والأمّةِ منْ بعدهمْ في أحكامِ لباسهم.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ المستفادةِ منَ الحديثِ:
- حرصُ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ على تعليمِ الأمّةِ أحكامَ لباسها.
- منَ أحبِّ الثّيابِ إلى النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ الحبرةُ.