ابن دعامة ورواية الحديث

اقرأ في هذا المقال


مازلنا نجوب في البحث عن رواية الحديث النّبويّ بين التّابعين الّذين رووا الحديث النّبويّ الشّريف عن صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ذلك الجيل الّذي أحدث تطوَراً في رواية الحديث النّبويّ، ولازم أصحاب النّبي عليه السّلام وأخذوا منهم الكمّ الهائلَ من الحديث ونقلوه لمن جاء بعدهم، فكانوا منارةً مضيئةً في سماء الرّواية والنّقل، ووصلنا في الحديث عن سيرهم إلى تابعيّ جليل منهم، قلّما نجد في كتب الحديث كتابٌ يخلوا من اسمه في الرّواية إنّه قَتادة بن دِعامَة.

نبذة عن قتادة

هو: التّّابعي الجليل، قتادة بن دِعامة بن قَتادة، من حفّاظ عصر التّابعين، ومن علماء اللّغة والتّفسير وعلم الأنساب، ولد في سَدوس وبها عُرّف بالسَدوسي، وهي أرض في بلاد الحجاز، وكانت ولادته في السّنة الأولى بعد الستّين من الهجرة، كان يعاني من فقدان بصره، ومع ذلك لم يَمْنَعُه ذلك من التّعلم والتّعليم والرّواية، لَحِقَ صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وروى عنهم، وكانت وفاته في مرض الطّاعون في منطقة واسط في العراق في السّنة الثّامنة عشر بعد المئة من الهجرة عليه رحمة الله.

روايته للحديث

كان قَتادة ابن دِعامة من التّابعين الّذين رووا الحديث عن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومنهم: أنس بن مالك وعامر بن واثلة وعبدالله بن سَرجس وغيرهم رضوان الله عليهم، وروى أيضاً عن كبار التّابعين كمحمّد بن سيرين والحسن البصريّ وعامر الشّعبي وغيرهم، كما روى الحديث من طريقه كثير من التّابعين وأتباعهم كالإمام الأوزاعيّ والسّختياني أيوب وغيرهم رحمهم الله جميعاً وكان يقول عنه البخاريّ:( محدّث العصْر).

من رواية قتادة للحديث

من رواية قَتادة للحديث ما أورده الإمام مسلم في صحيحة من طريقه عن أبي المتوكّل عن أبي سعيد الخدريّ قال:(( جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّ أَخي اسْتَطْلَقَ بَطْنُه فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( اسقِهِ عَسَلاً) فَسَقاهُ ثمّ جاء فقال: إنّي سَقَيْتُهُ عَسَلاً فلمْ يَزِدْهُ إلّا استطلاقاً فقال له ثلاث مرّات ثمّ جاء الرّابعة فقال: (اسْقِهِ عسلاً) فقال لَقّد سَقَيْتُهُ عسلاً فلمْ يَزِدْهُ إلّا استطلاقاً فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( صَدَقّ الله وكَذَبَ بَطْنُ أخيك) فسَقاهُ فَبَرِأَ)) كتاب السّلام/ رقم الحديث2217.

المصدر: سير أعلام النّبلاء للذهبيصحيح مسلم للإمام مسلممنهجالنّقد في علوم الحديث لنور الدين عتر


شارك المقالة: