حديث في أكبرِ الكبائر

اقرأ في هذا المقال


لقدْ جاءَ الإسلامُ بتعليماتِه السَّمحةِ مُنظِّماً لحياةِ الإنسانِ، وأمرهُ بالعباداتِ الّتي منْ شأنها أن تسيرَ بهِ إلى الطريقِ المستقيمِ، كما نهاهُ عنِ المعاصِي لما لها منْ عواقبَ بدخولِ صاحبها النَّارَ، وقدْ شدَّدَ الإسلامُ مُحذّراً منْ بعضِ المعاصِي وجعلها منَ الكبائِر، وعدَّ منَ الكبائرَ ماهي أعظمُ عقوبةً، وسنعرضُ حديثاً في أكبرِ الكبائر.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريٌُّ في الصَّحيحِ: (( حدَّثني إسحاقُ، حدَّثنا خالدٌ الواسطيُّ، الجريريِّ، عنِ المسيَّبِ، عنْ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بكرةَ، عنِ أبيه رضيَ اللهُ عنهُ قال: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ألا أُنبئكمْ بأكبرِ الكبائرِ؟). قلنا: بلى يا رسولَ اللهِ. قالَ: (الإشراكُ باللهِ، وعقوقِِ الوالدينِ). وكانَ مُتَّكئاً فجلسَ، فقالَ: (ألا وقولُ الزُّورِ وشهادَةُ الزُّورِ، ألا وقولُ الزُّورِ وشهادَةُ الزُّورِ). فما زالَ يقولُها حتَّى قلتُ لا يسكتُ)). رقمُ الحديثِ: 5976.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ البخاريُّ في الصَّحيحِ، في كِتابِ الأدبِ، بابُ عقوقِ الوالدينِ منَ الكبائرِ، والحديثُ مرويٌّ منْ طريقِ أبي بكرةَ نفيعُ بنُ الحارثِ الثَّقفيِّ وهوَ منَ الصَّحابَةِ رضيَ اللهُ عنْهم، وأمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • إسحاق: وهوَ إسحاقُ بنُ منصورٍ الكوسجِ، منْ تبعِ أتباعِ التَّابعينَ.
  • خالدٌ الواسطيُّ: وهو خالدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الواسطيُّ الطَّحَّانُ، منْ رواةِ الحديثِ منْ أتباعِ التَّابعينَ، من(110ـ179هـ).
  • عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بكرةَ: وهوَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ نُفيعٍ الثَّقفيُّ، منْ رواةِ الحديثِ منَ التَّابعينَ، من (14ـ96هـ).

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى أكبرِ الكبائرِ، ويقصدُ بالكبائرِ: الذُّنوبُ العظيمةُ الّتي وردَ فيها وعيدٌ شديدُ باللَّعنةِ أوِ الغضبِ أو العذابِ الشَّديدِ، وقدْ ذكرَ النَّبيُّ منها في الحديثِ ما كانَ منْ أعظَمِها وهي:

  • الإشراكُ باللهِ: وقدْ عدَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الإشراكَ باللهِ لعظمِ فعلِ الإنسانِ بجعل غيرِ اللهِ شريكاً لهُ في أيِّ شيءٍ، وهو مخالفٌ للفطرةِ السَّليمة الّتي خلقَ اللهُ النَّاس عليها.
  • عقوقُ الوالدين: وهو جحودٌ بنعمةِ وفضلِ الوالدينِ وردِّ الإحسانٍ منهما بالإساءَةِ وعدمِ برِّهما.
  • قولُ الزُّور وشهادَةُ الزُّور: وهو تغيير الحقائقِ وحلفُ اليمينِ في ذلكَ، وما يترتبُ عليهِ منْ ضياعٍ للحقوقِ وظلمٍ                  للنَّاس.

وقد عظِّمَتِ الكبائرُ المذكورة في الحديثِ لما لها منْ إنكارٍ للحقائقِ وتغييرٍ لها وسلبُ حقوقِ النَّاسِ وإهانةٌ للوالدينِ، وكلُّ ذلكَ ينعكسُ على بناءِ المُحتمعِ الإسلاميِّ الّذي حرصَ الإسلامُ على أنْ يكونَ قويماً يتحلَّى بالأخلاقِ والقيمِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادَةِ منَ الحديثِ:

  • الدّعوة إلى التّوحيدِ وعدمِ الإشراكِ بالله.
  • الحثُّ على برِّ الوالدينِ والإحسانِ إليهما.
  • تحريمُ شهادةِ الزُّورِ لما لها من آثارٍ للظُّلمِ وضياعٍ للحقوقِ.

شارك المقالة: