لقدْ جاءَ الإسلامُ مهذّباً للنّفس البشريةِ، وجعل لنا منَ العباداتِ ما يجعلُ الإنسانَ مستسلماً للهِ في كلِّ جوانبِ حياتهِ، وجعل بناءَ الإسلامِ مستنداً على خمسةِ أركانٍ هي الصّلاةُ والزكاةُ والصّيامُ وحجُّ البيتِ بعدَ النّطقِ بالشهادتينِ، وجعلَ لتاركها إثماً يلاحقهٌ في الدُّنيا والأخرةِ، وسنعرضُ حديثاً في إثمِ تاركِ الزّكاةِ.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كتابِ الزّكاةِ: ((حدَّثَنا عليُّ بنُ عبدِ اللهِ، حدَّثَنا هاشمُ بنُ القاسمِ، حدَّثَنا عبدُ الرّحمنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي صالحٍ السّمّانِ، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (منْ آتاهُ اللهُ مالاً فلمْ يُؤدِّ زكاتهُ مُثِّلَ لهُ مالهُ يومَ القيامةِ شجاعاً أقرعَ لهُ زبيبتانِ، يطوّقهٌ يومَ القيامةِ ثمَّ يأخذُ بلهزميهِ “يعني بشدقيهِ” ثمَّ يقولُ: أنا مالُكَ، أنا كنزكَ. ثمَّ تلا: لا يحسبنَّ الّذينَ يبخلونَ. الآيةَ). رقمُ الحديثِ: 1403)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كتابِ الزَّكاةِ؛ بابُ إثمُ مانعِ الزّكاةِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليل أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منَ أكثرِ الصَّحابةِ روايةً للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجال الحديث:
- عليُّ بنُ عبدِ اللهِ: وهوَ أبو الحسنِ، عليُّ بنُ عبدِ اللهِ السّعديُّ والمعروفُ بعليِّ بنِ المدينيِّ (161ـ234هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
- هاشمُ بنُ القاسمِ: وهوَ أبو النّضرِ، هاشمُ بنُ القاسمِ بنِ مسلمٍ اللّيثيُّ (134ـ205هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ الأتباعِ.”
- عبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدِ اللهِ وأبوهُ: وهوَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ القرشيُّ، وأبوهُ عبدُ اللهِ بنُ دينارٍ (ت:127هـ) وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في روايةِ الحديث.
- أبو صالحٍ السّمّانُ: وهوَ أبو صالحٍ، ذكوانُ الزّيّاتُ الغطفانيُّ (ت:101هـ)، وهوَ مكنَ التّابعينَ الثّقاتِ في روايةِ الحديث.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى إثمِ مانعِ الزّكاةِ المفروضةِ على المسلمِ، وهوَ كما وصفهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّهُ يمثَّلُ لهُ مالهُ يوم القيامةِ بثعبانٍ أو حيَّةٍ لا شعر لها ولها زبيبتانِ أي نقطتانِ أو نابانِ منْ فمها تطوِّقه وتلفُّ عليهِ ثمَّ بعدَ ذلكَ تأخذُ بشدقيهِ فتسحبهما، وتصويرُ مانعِ الزَّكاةِ بهذا المشهدِ دلالةُ على عظمِ ما اقترفهُ منْ ذنبٍ لمنعه زكاةَ مالهِ في الدُّنيا واللهُ أعلمُ.
ما يرشدُ إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- وجوبُ الزّكاةِ على مال المسلمِ.
- عظمُ إثمِ مانعِ الزّكاةِ.