إنّ ليومِ الجمعةِ عندَ المسلمينَ أهميّةٌ لما لأفضليته عنْ باقي الأيامِ، وفيه يتسابقُ المسلمونَ إلى العباداتِ وصلاة الجمعةِ الّتي لمْ تكنْ إلّا في هذا اليوم، وقدْ بيّنَ عليه الصّلاة والسّلامُ أنّ ليومِ الجمعةِ منَ الآدابِ والسّننِ الّتي خصّتْ له، ومنها الاغتسال لمنْ أرادَ الذّهابَ إلى المسجدِ للجمعةِ، وسنعرضُ حديثاً في اغتسال الجمعة.
الحديث
أوردَ الإمامُ الترمذيُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا أحمدُ بنُ منيعٍ، قال: حدّثنا سفيانُ بنُ عيينةَ، عنِ الزّهريِّ، عنْ سالمٍ، عنْ أبيه أنّهُ سمعَ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ يقول: “منْ أتى الجمعةَ فليغتسل”)). حكمُ الحديثُ صحيحٌ ورقمهُ: (492).
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ أبو عيسى، محمّدُ بنُ عيسى بنُ سورة التّرمذيّ في الجامعِ الصّحيحِ في أبواب الجمعةِ، بابُ ما جاءَ في الاغتسالِ يومَ الجمعة، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي سالمٍ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيُّ العدويُّ، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديث منَ الصّحابةِ رضوانُ الله عليهم، أمّا رجالُ السّندِ البقيّة:
- أحمدُ بنُ منيعٍ: وهوَ أبو أبو جعفرٍ الأصمُّ، أحمدُ بنُ منيعِ بنِ عبدِ الرّحمنِ البغويُّ (160ـ244هـ)، وهوَ راوٍ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقات.
- سفيانُ بنُ عيينة: وهوَ أبو محمّدٍ، سفيانُ بنُ عيينةَ بنِ أبي عمرانَ ميمونَ الهلاليُّ (107ـ198هـ)، وهو منْ ثقات رواية الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
- الزهريُّ: وهوَ أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ مسلمٍ الزّهريُّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ أفاصلِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ المشهورينَ.
- سالم: وهوَ أبو عمرَ، سالمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيُّ (ت: 105هـ)، وهوَ منْ ثقات التّابعينَ في رواية الحديثِ عنِ الصّحابة.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى أدبٍ وسنّةٍ منْ سننِ يومِ الجمعةِ وهوَ الاغتسال يوم الجمعة، وقدْ دعا النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ لمنْ أرادَ الصّلاة أنْ يغتسلَ، وقدْ ذهبَ أهلُ العلمِ إلى أنّهُ سنّةُ لا بواجبٍ، كما أخذَ بعضهمْ إلى أنّهُ واجبُ استناداً إلى هذا الحديث النّبوي، وقدْ وجدَ هذا الحديثُ عندَ الشّيخينِ البخاريُّ ومسلمُ، كما ذكرَ العلماءُ أنّ النّاسَ كانوا في هذا اليومِ يأتونَ منْ منازلهمْ البعيدة فيعرقونَ ويتمرّغونَ بالغبار فيدعوهمُ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ إلى الاغتسالِ، لكنَ الأرجحَ في سنّة الاغتسالِ لا بوجوبها.
ما يرشد إليه الحديث
من الفوائد من الحديث:
- فضلُ يومِ الجمعةِ عنْ باقي الأيام.
- سنّة الاغتسال يوم الجمعة لمن أراد الصّلاة.