حديث في البيعة على الصّلاة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ بايعَ أصحابُ رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رسولَ اللهِ على السَّمعِ والطَّاعةِ، ولقدْ كانوا يتتبّعونَه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام في كلِّ الأمورِ ليتعلَّمونَ أحكامَ دينهمْ وينقلونها لمنْ بعدهمْ منَ الأمة، ومنْ الأمورِ الّتي بايعوا رسولَ اللهِ عليها إقامةَ الصَّلاةِ لأهميَّتها كعمودٍ للدِّينِ، ودورها في تنظيمِ حياةِ الإنْسانِ، وسنستعرضُ حديثاً في المبايعةِ على إقامةِ الصَّلاةِ.

الحديث:

يروي الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا محمَّدُ بنُ المثنَّى، قالَ: حدَّثنا يحيى، قال: حدَّثنا إسماعيلُ، قالَ: حدَّثنا قيسٌ، عنْ جريرِ بنِ عبدِ اللهِ قال: بايعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عهليهِ وسلَّمَ على إقامِ الصَّلاةِ، وايتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصحِ لكلِّ مسلمٍ)) رقمُ الحديثِ: 524.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كتابِ مواقيتِ الصَّلاةِ، بابُ البيعةِ على إقامِ الصَّلاةِ، والحديثُ منْ طريقِ جريرٍ، وهوَ جرير بنُ عبدِ اللهِ البجليُّ، وهوَ المعروفُ بيوسفَ هذهِ الأمَّةِ، وهوَ منَ الصَّحابةِ المحدِّثينَ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • محمَّدُ بنُ المثنَّى: وهوَ  أبو موسى، محمَّدُ بنُ المثنَّى بنِ عبيدٍ العنْزيُّ البصريُّ (167ـ252هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ تبعِ أتْياعِ التَّابعينَ.
  • يحيى: وهوَ أبو سعيدٍ، يحيى بنُ سعيدِ بنِ فرُّوخٍ القطَّانُ (120ـ198هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدِّثينَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • إسماعيلُ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ هرمزَ الأحمسيّ (60ـ146هـ)، وهوَ منَ رواةِ الحديثِ منَ التَّابعينَ.
  • قيسٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، قيسُ بنُ أبي حازمٍ حصينُ بنِ عوفٍ الأحمسيُّ البجَليُّ (ت:84هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ عنِ الصَّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى مبايعةِ جريرِ بنِ عبدِ اللهِ البجليِّ رضيَ اللهُ عنهُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على إقامةِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ والنَّصيحةِ للمسلمينَ، وفي هذهِ المبايعةِ ما يشيرُ إلى أهميَّةِ مابايعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عليهِ منَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ والأمرِ بالمعروفِ والنَّصيحةِ للمسلمينَ وتعريفهمْ بأُمورِ دينهمِ وعباداتِ الإسلامِ وقالَ أهلُ العلمِ في هذا الحديثِ جمعٌ بينِ حقِّ اللهِ في الصَّلاةِ وحقُّ المسلمينَ في الزَّكاةِ وحقٌّ مشتركٌ بالنَّصيحةِ، أمَّا إقامةُ الصَّلاةُ فأداؤها بما يرضي اللهَ عزَّ وجلَّ بما يتعلَّقُ بأركانها وما يتَّصلٌ بها، وأما الزَّكاةُ فيكونُ بصرفها لمنْ يستحقُّها، وأمَّا النُّصحُ فيكونُ بحبُ الخيرِ للنَّاسِ والأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِّ عنِ المنكرِ، واللهُ ورسولُهُ أعلمْ.

ما يرشد إليه الحديث:

من الدُّروسِ المستفادةِ منَ الحديثِ:

  • وجوبُ أداءِ العباداتِ بما يرضي اللهَ تعالى.
  • الأمر بالمعروف والنّهيُّ عنِ المنكرِ بينَ النَّاسِ.
  • المبايعةُ تكونُ بالتزامِ المسلمِ لوعدهِ للهِ تعالى ولرسوله الكريم.

شارك المقالة: