إنّ للصّلاة في حياة المسلم منَ الأحكامِ ما بيّنها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّمَ في الحديثِ النّبويّ، وقدْ علّم النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أصحابه كلّ كبيرةٍ وصغيرةٍ في الصّلاة لأهمّيتها، ولعلمه أنّهم بابُ العلمِ للأمّةِ منْ بعده، ومنَ الأحكامِ والآدابِ في الصّلاة التّأمين بعد قراءة الفاتحة، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث
أوردَ الإمام مسلمُ بنُ الحجّاج النّيسابوريُّ في الصّحيحِ: ((حدّثنا يحيى بنُ يحيى، قال: قرأتُ على مالكٍ، عنِ ابنِ شهابٍ، عنْ سعيدِ بنِ المسيّبِ، وأبي سلمةَ بنِ عبدِ الرّحمنِ، أنّهما أخبراهُ، عنْ أبي هريرةَ، أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّمَ قال: “إذا أمّنَ الإمامُ فأمّنوا، فإنّهُ منْ وافقَ تأمينهُ تأمينَ الملائكةِ، غُفرَ لهُ ما تقدّمَ منْ ذنبه”. قالَ ابنُ شهابٍ: كان رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ يقولُ : آمين.)). رقمُ الحديث: 72/410.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الصّلاة بابُ: (التّسبيحُ والتّحميدُ والتّأمينُ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، وهوَ منَ أكثرِ الصّحابة روايةً للحديث النّبويِّ الشّريفِ، أمّا بقيّةُ إسناد الحديث منَ الرّواة:
- يحيى بنُ يحيى: وهوَ أبو زكريا، ريحانةُ نيسابورَ، يحيى بنُ يحيى بنِ بكرٍ التّميميُّ (142ـ226هـ)، وهوَ منْ ثقات الحديثِ منْ تبعِ الأتباع الرّواة.
- مالكٌ: وهوَ أبو عبدِ الله، مالكُ بنُ أنسٍ الأصبحيُّ الحميريُّ (93ـ179هـ)، وهوَ منْ كبار الفقهاءِ والمحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- ابن شهابٍ: وهوَ أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ مسلمٍ الزّهريُّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ ثقات المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
- سعيد بن المسيّب: وهوَ أبو محمّدٍ، سعيدُ بنُ المسيّبِ بنِ حزْنٍ القرشيُّ (ت: بعد90هـ)، وهوَ منْ ثقات المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
- أبو سلمة بن عبد الرّحمن: وهوَ أبو سلمة بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ عوفٍ القرشيُّ (ت: 93هـ)، وهو من التّابعينَ الثّقات.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى أدبٍ منْ آداب الصّلاة وهو التّأمينُ بعدَ الفاتحة، وقدْ بيّن النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ للتّأمينِ فضلٌ في مغفرة الذّنوبِ إذا وافقت تأمينَ الملائكة، وقدْ ذهبَ أهلُ العلمِ إلى القولِ بالجهرِ بها في الصّلاة مع المأمومِ لا قبله ولا بعدهُ، وكذلكَ للمنفردِ في الصّلاة والمأمومِ، كما بيّن الحديثُ صيغةَ التّأمينِ وهوَ قوله عليه الصّلاة والسّلام: “آمين”، والله تعالى أعلم.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- فضلُ التأمين في الصّلاة في مغفرة الذّنوبِ.
- صيغة التّامينِ كما وردَ في الحديث: (آمين).