حديث في التقوى من دعوة المظلوم

اقرأ في هذا المقال


لقدْ دعا الإسلامُ إلى إقامةِ العدلِ في الدُّنيا وحذَّرَ منِ الظلمِ لما له منْ آثارٍ وخيمةٍ على الفردِ والمجتمعِ، والظُّلمُ كما قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (الظُّلمُ ظلماتٌ يومَ القيامة)، بل جُعلتْ دعوةُ المظلومِ مستجابَةٌ عندَ اللهِ تعالى، وسنعرضُ حديثاً في التَّحذيرِ منْ دعوةِ المظلوم.

الحديث:

يروي الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ: ( حدَّثنا يحيى بنُ موسى، حدَّثنا وكيعٌ، حدَّثنا زكرياءُ بنُ إسحاقَ المكيُّ، عنْ يحيى بنِ عبدِ اللهِ بنِ صيفيٍّ، عنْ أبي معبدٍ مولى ابنِ عبَّاسٍ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعثَ معاذاً إلى اليمنِ، فقال: (اتَّقِ دعوةَ المظلومِ؛ فإنَّها ليسَ بينها وبينَ اللهِ حجابٌ) رقمُ الحديثِ2448)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ المظالمِ، بابُ الإتِّقاءِ والحذرِ منْ دعوةِ المظلومِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ عبد الله بن عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ ابنُ عمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ومنَ المكثرينَ لرواية الحديث، وأمَّا بقيَّةُ رجال الحديث:

  • يحيى بن موسى: وهوَ يحيى بنُ موسى الحدانيُّ (ت:239هـ)، منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتْباع التَّابعينَ.
  • وكيعٌ: وهوَ وكيعُ بنُ الجراحِ الأصبهانيُّ (127ـ196هـ)، منْ رواةِ الحديثِ منْ أتباع التَّابعين.
  • زكرياء: وهو زكرياءُ بنُ إسحاق المكيُّ، مكنْ رواةِ الحديثِ منْ أتباع التّابعين.
  • يحيى بن عبدِ الله: وهو يحيى بنُ عبدِ اللهِ بنِ صيفيٌّ، منْ أتباعِ التَّابعينَ أيضاً.
  • أبو معبدٍ: وهوَ نافذٌ أبو معبدٍ، كانَ مولى لعبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما(ت:104هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منَ                   التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشير الحديثُ إلى استجابةِ دعاءِ المظلومِ، فقدْ جعلَ اللهُ لهُ هذه المنزلَةِ لما لقيَ منَ الظلمِ وصبرَ عليهِ، فجعل دعوتهُ مستجابة، وقدْ بيَّنَ الحديثُ وصيةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عندما بعث معاذ بن جبلٍ إلى اليمنِ قاضياً ومخوفاً لهُ منَ الظُّلمِ، فقدْ أوصاهُ بالبعدِ عنْ ظلمِ النَّاسِ وأخبرهُ بأنَّ دعوةَ المظلومِ مستجابَةٌ فلا يظلمُ حتَّى لا يقعَ في غضبِ اللهِ وعقابِهِ منْ دعوةِ مظلومٍ قدْ ظلمه.

ما يرشد إليه الحديث:

في الحديثِ المذكورِ دروسٌ وفوائد منها:

  • الله عادلٌ لا يقبلُ الظلمَ لعباده.
  • دعوةُ المظلومِ مستجابة.
  • التحذيرُ منَ الظلمِ لما له منْ آثارٍ وخيمة على الفردِ والمجتمع.
  • المسلم يراقبُ اللهَ تعالى ويخشى منْ عقابه، فلا يظلمُ ولا يسلبُ النَّاسَ حقوقهم.

شارك المقالة: