حديث في القنوت في صلاة الفجر

اقرأ في هذا المقال


إنَّ الصَّلاةَ كانَ لها في حديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كثيراً منَ الشَّواهدِ الّتي بيَّنتها، وكانَ النَّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يبيِّنُ لأصحابها أحكامها وسننها وكيفيةِ أدائها، ومنَ السُّننِ الّتي في الصَّلاةِ الّتي بيَّنها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ القنوتَ، والقنوتُ هوَ الدُّعاءُ في الصّلاةِ، وسنعرضُ حديثاً في قنوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في صلاةِ الفجر

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا مُسدَّدٌ، قال: حدَّثَنا حمَّادُ بنُ زيدٍ، عنْ أيُّوبَ، عنْ محمّدٍ، قالَ: سئلَ أنسٌ: أقنتَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الصُّبحِ؟ قال: نعمْ. فقيلَ لهُ: أوَقنتَ قبلَ الرُّكوعِ؟ قال: بعدَ الرُّكوعِ يسيراً)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كِتابِ الوترِ؛ بابُ القنوتِ قبلَ الرُّكوعِ وبعدهُ، والحديثُ مرويٌّ منْ طريقِ أنسٍ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ حواريُّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وخادمهُ أنسُ بنُ مالكٍ الأنْصاريُّ، وهوَ منَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ منَ الصَّحابةِ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • مسدّدٌ: وهوَ أبو الحسنِ، مسدّدُ بنُ مُسرهدَ الأسديُّ البصريُّ ((ت:228هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديث.
  • حمَّادُ بنُ زيدٍ: وهوَ أبو إسماعيلَ، حمّادُ بنُ زيدٍ الأزْديُّ الجهضميُّ (98ـ179هـ)، وهوَ منَ الثِّقاتِ في روايةِ الحديثِ منْ أتباعِ التَّابعينَ.
  • أيّوبُ: وهوَ أبو بكرٍ، أيوبُ بنُ أبي تميمة كيسانَ السَّختيانيُّ (68ـ131هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدِّثينَ الثِّقاتِ منَ التَّابعينَ.
  • محمَّدُ: وهوَ أبو بكرٍ، محمَّدُ بنُ سيرينَ الأنْصاريُّ والمعروفِ بابنِ سيرينَ (ت:110هـ)، وهوَ منَ الثِّقاتِ في روايةِ الحديثِ منَ التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

الحديثُ يشيرُ إلى جوازِ القنوتِ في الصّلاةِ، وهوَ ما جاءَ منْ طريقِ أنسِ بنِ مالكَ عندما سئلَ عنْ ذلكَ في صلاةِ النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وهوَ ممَّنْ لازمهُ منَ الصّحابةِ، فنقلَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ قنتَ في صلاةِ الفجرِ بعدَ الرّكوعِ، والقنوتُ في الصّلاةِ يعني الدُّعاءُ فيها، وقدْ ثبتَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مكثَ شهراً يدعو على أناسٍ منْ رِعْلٍ وذكوانَ، وفيهِ جوازُ الدُّعاءِ في الصّّلاةُ والتّوجُّهُ إلى اللهِ بعباداتٍ غيرَ أركانِ الصّلاةِ دونَ الإخلالِ بتمامها، واللهُ أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدّروسِ والعبر المستفادةِ منَ الحديث:

  • جوازُ الدُّعاءِ في الصّلاةِ.
  • القنوتُ في صلاةِ الفجرِ بعدَ الرُّكوعِ لفعلِ النَّبيِّ عليهِ الصّلاةُ والسَّلامُ ذلكَ.

شارك المقالة: