لقدْ خلقَ الله تعالى الإنسانَ وأمرهُ بالإيمانِ والتّوجّه إليه وعدمُ الإشراكِ به بالاعتقادِ والتّوجّه، كما نهى رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنْ يحلفَ الإنسانُ بغيرِ اللهِ وجعلهُ منَ الشّركِ به، وسنعرضُ حديثاً في النّهي عنِ الحلف بغير الله منَ المخلوقاتِ وغيرها منْ دون الله.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((وحدّثني أبو الطّاهرِ أحمدُ بنُ عمرِو بنِ سرحٍ، حدّثنا ابنُ وهبٍ، أخبرني يونسُ ح وحدّثني حرملةُ بنُ يحيى، أخبرنا ابنُ وهبٍ، أخبرني يونسُ، عنِ ابنِ شهابٍ، عنْ سالمِ بنِ عبدِ اللهِ، عنْ أبيهِ، قال: سمعتُ عمرَ بنَ الخطّابِ يقولُ: قالِ رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “إنَّ اللهَ ينهاكمْ أنْ تحلفوا بآبائكم”. قالَ عمرُ: فوالله ما حلفتُ بها منذُ أنْ سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عنها ذاكراً ولا آثراً)). رقمُ الحديث: 1/1646.
ترجمة رجال الحديث:
الحديُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الأيمانِ، بابُ: (النّهي عن الحلف بغير الله تعالى)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ الفاروقُ عمرُ بنُ الخطّابِ القرشيُّ رضي الله عنها، وهوَ منَ الصّحابة الرّواةِ للحديثِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:
- أبو الطاهر: وهوَ أحمدُ بنُ عمرو بنِ عبدِ الله المصريُّ (170ـ250هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقات في الرّواية للحديث.
- ابنُ وهبٍ: وهوَ عبدُ الله بنُ وهبِ بنِ مسلمٍ القرشيُّ (125ـ197هـ)، وهوَ منَ الرّواة الثّقات للحديثِ منْ تبع الأتباع.
- يونسُ: وهوَ أبو يزيدَ، يونسُ بنُ يزيدَ بنِ أبي النّجادِ القرشيُّ (ت: 159هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقات منْ أتباع التّابعينَ.
- حرملة بن يحيى: وهوَ أبو حفصٍ، حرملةُ بنُ يحيى التّجيبيُّ (160ـ243هـ)، وهوَ منَ الرّواةِ منْ تبعِ الأتباع.
- ابنُ شهابٍ: وهوَ أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ مسلمٍ الزّهريُّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدّثينَ الثّقات منَ التّابعينَ.
- سالم بن عبد الله: وهوَ أبو عمرَ، سالمُ بنُ عبدِ الله بنِ عمرَ بنِ الخطّاب القرشيُّ (ت: 105هـ)، وهو منَ التّابعينَ ت الثّقات منَ التّابعينَ.
- أبوه (سالم): وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ الله بنُ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيُّ (ت: 73هـ)، وهو منَ الصّحابة رضوان الله عليهم.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى النّهيِ عنِ الحلفِ بغير الله تعالى، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنَّ الله عزّ وجلَّ ينهى عنِ الحلفِ بغيرهِ، ومنَ المعلومِ أنَّ النّهيَ منَ الله تعالى يفيدُ التحريمَ، وقدْ وردَ أنَّ الحلفَ بغير الله منَ الشّركِ في مواضع في الحديثِ، ومنهُ يؤخذُ في تحريمِ ما يدرجُ على ألسنة النّاسِ منَ الحلفِ بالآباءِ والأمواتِ والأولياءِ وحتّى الأنبياءِ، والله تعالى أعلم.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- النّهي عنِ الحلفِ بغير الله.
- النّهي عنِ الحلف بالآباء وغيرهم.