حديث في النهي عن سب الأموات

اقرأ في هذا المقال


لقدْ علّمَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أصحابهُ منَ الآدابِ الجمّةِ، ونقلها الصّحابةُ إلى الأجيالِ منْ بعدهمْ، ولو قرأنا الرّقاقَ في حديثِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ لوجدنا الكثيرَ منَ الحِكمِ والآدابِ، ومنها النّهي عنْ سبِّ الأمواتِ وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ البخاريّ يرحمه الله في الصّحيحِ في كتابِ الرّقاقِ: ((حدّثنا عليُّ بنُ الجعدِ، أخبرنا شعبةُ، عنِ الأعمشِ، عنْ مجاهدٍ، عنْ عائشةَ قالتْ: قالَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “لا تسبّوا الأمواتَ فإنّهمْ قدْ أفضوا إلى ما قدّموا”)) رقمُ الحديث:6516.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيح في كتابِ الرّقاقِ بابُ: (سكراتِ الموتِ)، والحديثِ جاءَ منْ طريقِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها، وهي عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصّدّيقِ رضيَ اللهُ عنهما، وهي منَ المكثراتِ في رواية الحديثِ النّبويِّ عنهُ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:

  • عليُّ بنُ الجعدِ: وهوَ أبو الحسنِ، عليُّ بنُ الجعدِ بنِ عبيدٍ الجوهريُّ (134ـ230هـ)، وهوَ منْ الثّقاتِ في رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
  • مجاهدٌ: وهوَ أبو الحجّاجِ، مجاهدُ بنُ جبرٍ المكيُّ (21ـ101هـ)، وهوَ منَ الرّواةِ الثّقاتِ في رواية الحديثِ منَ التّابعينَ عنِ الصّحابةِ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى النّهيِّ عنْ سبِّ الأمواتِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمّ ذلكَ وبيّن أنّهمْ قدْ أفضوا إلى ربّهمْ بما قدّموا منْ أعمالٍ في الدّنيا، ولا يجوزُ سبّهمْ وذكرُ مساوئهم والتّشهيرِ بهمْ والسّترُ عليهم، وقدْ بيّنَ أهلُ الحديثِ أنّ النّهيَ هنا نهيُ تحريمٍ، وذلكَ لأنّ المسلمَ لا يكونُ سبّاباً ولا لعّاناً ولا مغتاباً، كما أوردَ أهلُ العلمِ استثناءً يجيزُ ذكرُ مساوئهم وهوَ إذا خشيَ منِ اتباعهمْ بأعمالهمْ وأنّهمْ كانوا منْ أهلِ الضّلالِ فيبيّنُ للنّاسِ مساوئهمْ كي لا يتّبعوهمْ، واللهُ تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ المستخرجةِ منَ الحديث:

  • النّهيُ عنْ سبِّ الأمواتِ لأنّهمْ أفضوا إلى اللهِ بأعمالهمْ.
  • يجوزُ ذكرُ مساوئ الأمواتِ خشيةَ الإتّباعِ.

شارك المقالة: