حديث في النّهي عن آنية الفضة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ نظَّمَ الإسلامُ حياةَ الإنسانِ المسلمِ في كُلِّ جوانبها، وبيَّنَ النَّبيُّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ  لأصحابهِ الكرامِ رضيَ اللهُ عنهُ كثيراً منَ الأحكامِ الّتي تنظمُ هذه الجوانبِ، ومنَ الأمورِ الّتي نظَّمها المأكلُ والمشربُ، وسنعرضُ حديثاً في هذا الجانبِ وهوَ التَّحريمُ للشربِ في الأواني باهظة الثمنِ ومنها آنيةِ الفضَّةِ.

الحديث:

يروي الإمامٌ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ:((حدّثنا إسماعيلُ، قال: حدَّثني مالكُ بنُ أنسٍ، عنْ نافعٍ، عنْ زيدِ بنِ عبدِ الله بنِ عمرَ، عنْ عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بكرٍ الصِّديقِ، عنْ أمِّ سلمةَ زوجِ النَّبيَِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: (الّذي يشربُ في إناءِ الفضَّةِ إنَّما يجرجرُ في بطنهِ نارَ جهنَّمَ). رقمُ الحديثِ:5634)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الأشربةِ، بابُ آنيةِ الفضَّةِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيَّةِ الجليلةِ أمُّ سلمةَ أمُّ المؤمنينَ، وهي هندُ بنتُ أميَّةَ المخزوميَّةَ، وهيَ منْ راوياتِ الحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجال الحديثِ فهم:

  • إسماعيل: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، إسماعيلُ بنُ عبدِ اللهِ الأصبحيُّ المدنيُّ (139ـ226هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • نافعٍ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، نافعُ مولى عبدِ اللهِ بنِ عمرَ القرشيُّ (ت:116هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في رواية الحديث.
  • زيد: وهوَ زيدُ بنُ عبدِ اللهِ بن عمر القرشيُّ، وهوَ منَ التَّابعينَ.
  • عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بكرٍ الصِّديق: (ت:بعد70هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في رواية الحديث.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى حرمةِ الأكل والشُّربِ في آنية الفضَّةِ، وقدْ جاءَ مفهومُ التَّحريمِ منْ وصفِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لمنْ قامَ باستخدامِ أنيةِ الفضَّةِ في طعامهِ كمنْ يدخلُ في جوفهِ عذابُ جهنَّمَ لشدَّةِ جرمهِ في ذلكَ، والجرجرةُ هي صوتُ الماءِ في البلعومِ وقيلَ هذه الحركةُ للإبلِ عندما تشربُ، وقدْ جاءَ النَّهي أيضاً عنِ الشُّربِ والأكلِ في آنيةِ الذّهبِ أيضاً، وقدْ جاءَ في سببِ ذلكَ لما للذّهبِ والفضَّةِ منْ قيمةٍ عاليةٍ، واستخدامها نوعٌ منَ البذخِ والإسرافِ والتَّبذيرِ وهوَ ما حرَّمهُ الإسلامُ بكلِّ مظاهره.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديثِ:

  • تحريمُ استخدامِ أواني الفضَّةِ في الأكلِ والشُّربِ.
  • تحريمُ الإسلامِ لكلِّ مظاهرِ الإسراف والتبذير.

شارك المقالة: