حديث في النهي عن الثوم لمصلي المسجد

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ في حديثِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ الأحكامِ الّتي تهذّبًُ نفسَ المسلمِ وتقوّمها، ومنْ ذلكَ ما كانَ في أداءِ العباداتِ كالصّلاة، وقدْ نهى عليه الصّلاةُ والسّلام ما يضرُّ بالمصلّينَ في صلاةِ الجماعةِ، ومنْ ذلكَ أكلُ الثّومِ والبصلِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمُ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، حدّثنا ابنُ نُميرٍ ح قال: وحدّثنا محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ نميرٍ، واللّفظُ لهُ، حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبيدُ اللهِ، عنْ نافعٍ، عنِ ابنِ عمرَ أنّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “منْ أكلَ منْ هذه البقلةِ فلا يقربنَّ مساجدنا حتّى يذهبَ ريحها” يعني الثّوم)). رقمُ الحديث: 69/561.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ المساجدِ ومواضعِ الصّلاة، بابُ نهيُ منْ أكلَ الثّوم، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيُّ، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا بقيّةُ رجالِ السّندِ:

  • ابنُ نميرٍ: وهو أبو هشامٍ، عبدُ اللهِ بنُ نميرٍ الهمدانيُّ (115ـ199هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • محمدُ بنُ نميرٍ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، محمّدُ بنُ عبدِ الرّحمنِ بنُ نميرٍ الهمدانيُّ (ت:234هـ)، وهوَ منْ تبعِ الأتباع الثّقات.
  • عبيدُ الله: وهوَ أبو عثمانَ، عبيدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ حفصٍ القرشيُّ (ت: 147هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقات منْ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى أدبٍ منْ آدابِ المساجدِ للمسلمينَ، وهوَ النّهيُّ عنْ أكلِ الثّوم لمنْ أرادَ الصّلاةِ في المساجدِ، وقدْ نهى رسولُ  الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ عنْ أكلِ الثّومِ لمنْ أرادَ الذّهابَ إلى المسجدِ للصّلاةِ جامعةً، وذلكَ لأنّهُ يضرُّ بالمصلّينَ لما للثّومِ منْ رائحةٍ، وكذلكَ البصلُ وماله منْ رائحةٍ كريهة قياساً على ذلكَ، ومنَ المعلومِ أنّ الملائكةَ تتأذّى ممّا يتأذّى منهُ بنو آدمَ، والله تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • نهي الإسلامِ عمّا يضرُّ بالمسلمينَ في اجتماعهم.
  • النّهيُّ عنْ أكلّ الثّومِ لمنْ أرادَ الصّلاة بالمسجدِ.

شارك المقالة: