حديث في النهي عن جر الثوب تكبرا

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ في مدرسةِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ التّعاليمِ والدّروسِ الّتي تنظمُ حياةَ الإنسانِ وتؤدّبُ نفسهُ في كلّ شيءٍ، وقدْ علّمَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أصحابهُ أحكامَ لباسهمْ، ما يُلبسُ وما يحرمُ لباسهُ، مبيّناً لهمْ العلّةَ في ذلكَ، وسنعرضُ حديثاً في النّهي عنْ جرِّ الثّوبِ خُيلاءَ.

الحديث:

أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا أحمدُ بنُ يونسَ، حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا موسى بنُ عقبةَ، عنْ سالمِ بنِ عبدِ اللهِ، عنْ أبيهِ رضيَ اللهُ عنهُ، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “منْ جرَّ ثوبهُ خُيلاءَ لمْ ينظرِ اللهِ إليه يومَ القيامةِ”. قالَ أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أحدَ شِقَّيْ إزاري يسترخي، إلَّا أنْ أتعاهدَ ذلكَ منهُ. فقالَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “لستَ ممّنْ يصنَعُهُ خُيَلاءَ”)). رقمُ الحديث: 5784.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ اللّباسِ، بابُ: (منْ جرَّ إزارهُ منْ غيرِ خُيلاءَ)، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديثِ فهمْ:

  • أحمدُ بنُ يونسَ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يونسَ التّميميّ (133ـ227هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.

دلالة الحديث:

الحديثُ المذكورُ يشيرُ إلى النّهيِّ عنْ جرِّ الثّوبِ خُيلاءَ وتكبراً، وقدْ نهى النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ عنْ جرِّ الثّوبِ بإسدالهِ على الجسدِ قريباً منَ الأرضِ لأنّ ذلكَ منْ صفاتِ المتكبّرينَ، وبيّن أنّ منْ يفعلْ ذلكَ يحرمُ منْ نظرِ اللهِ إليه يومَ القيامة، كما بيّنَ العلّةَ منَ النّهيِّ وذلكَ لمنْ أسدلهُ بنيّةِ التّكبّرِ، وقدْ بيّنَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ ذلكَ لأبي بكرٍ عندما سألهُ عنْ إزارهِ ينزلِ ويُسدلُ لضعفٍ كانَ في جسمهِ رضي اللهُ عنهُ وذلكَ ليسَ بعلّةِ النّهيِّ عنْ جرِّ الإزارِ، وفي هذا بيانٌ للنّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنَّ المؤمنَ متواضعُ لا يتكبّرُ.

ما يرشدُ إليه الحديث:

منَ الفوائدِ من الحديث:

  • المؤمنُ متواضعٌ في لباسه لا يتكبّرُ.
  • النّهي عنْ جرّ الثّوبِ تكبّراً.

شارك المقالة: