إنّ الله تعالى فرضَ الصّيامَ على أمّة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّمَ في رمضانَ، وقدْ كانَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ حريصاً على تعليمِ أصحابه أحكامَ الصّيامِ وآدابه، ومنْ آداب الصّيام الّتي بيّنها عليه الصّلاة والسّلامُ تعجيلُ الفطور إذا ثبت الغروبُ، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.
الحديث
أوردَ الإمامُ التّرمذيُّ يرحمهُ اللهُ في الجامع الصّحيح: ((حدّثنا محمّدُ بنُ بشّارٍ، حدّثنا عبدُ الرّحمنِ بنُ مهديٍّ، عنْ سفيانَ، عنْ أبي حازمٍ ح وأخبرنا أبو مصعبٍ قراءةً عنْ مالكٍ، عنْ أبي حازمٍ، عنْ سهلِ بنِ سعدٍ، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ: “لا يزال النّاسُ بخيرٍ ما عجّلوا الفطرَ”)). حكمُ الحديثِ صحيحٌ ورقمهُ: (699).
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ أبو عيسى، محمّدُ بنُ عيسى التّرمذيُّ في الجامع الصّحيحِ في أبواب الصّوم عنْ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، بابُ ما جاءَ في تعجيلِ الإفطار، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ سهلِ بنِ سعدِ بنِ مالكٍ الأنصاريُّ رضيَ اللهُ عنه، وهوَ منْ رواة الحديثِ منَ الصّحابة، أمّا بقيّة رجالِ سندِ الحديثِ:
- محمّدُ بنُ بشّارٍ: وهوَ أبو بكرٍ، بندارُ، محمّدُ بنُ بشّارٍ العبديُّ (167ـ252هـ)، وهوَ منْ ثقات الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- عبد الرّحمن بن مهديّ: وهوَ أبو سعيدٍ، عبدُ الرّحمنِ بنُ مهديِّ بنِ حسّانَ العنبريُّ (135ـ198هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ الثّقات منْ تبع الأتباع.
- سفيانُ: وهوَ أبو عبدِ الله، سفيانُ بنُ سعيدِ بنِ مسروقَ الثّوريُّ (97ـ161هـ)، وهوَ منْ ثقات المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- أبو حازمٍ: وهوَ سلمةُ بنُ دينارٍ الأعرجُ المدنيُّ (ت: 133هـ)، وهوَ راوٍ ثقة منْ التّابعينَ.
- أبو مصعبٍ: أحمدُ بنُ أبي بكرٍ القرشيُّ،(صدوقٌ)، منْ تبع الأتباع.
- مالكٌ: وهوَ أبو عبدِ الله، الإمامُ مالكُ بنُ أنسٍ الأصبحيُّ الحميريّ (93ـ179هـ)، وهوَ منْ ثقات أتباع التّابعينَ في الحديث.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى سنّةٍ منْ سنن الصّوم وآدابه، وهوَ تعجيلُ الإفطارِ في رمضانَ، وقدْ كان النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ يعجّلُ الفطورَ ويؤخّر السّحورَ، وبيّن أنّ في ذلكَ أجرٌ كبيرٌ، وعلى الأمّة اتّباعُ السّنّة في ذلك، وقالَ بعضُ أهلُ العلمِ إذا لمْ يعجّل الفطورَ فقدْ أثمَ وتجاوزَ ما كان عليه النّبيُّ عليه الصّلاة والسّلامُ، كما ذكرَ الصّحابةُ كأبي هريرةَ رضي اللهُ عنه في سبب ذلك؛ أنّ اليهودَ كانوا يؤخّرونَ الإفطارَ وعلى المسلمينَ مخالفتهم، والله تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث
من الفوائد من الحديث:
- فضلُ تعجيل الفطر في رمضانَ.
- اتّباع السّنة في تعجيل الإفطار للصّائم.