لقدْ كانَ لرسولِ الله صلّى الله عليه وسلّمَ كثيراً منَ الأحاديثِ الّتي علّمَ بها عليه الصّلاةُ والسّلامُ أصحابهُ كثيراً منْ أحكامِ أشربتهم وآدابها، ومنَ الأحكامِ الّتي علّمها لهمْ عليه الصّلاةُ والسّلام وجوبُ تغطيةِ الإناءِ وايكاءِ السّقاء، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.
الحديث
يوردُ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدّثنا ليثٌ ح وحدّثنا محمّدُ بنُ رمحٍ، أخبرنا اللّيثُ، عنْ أبي الزّبيرِ، عنْ جابرٍ، عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أنّهُ قال: “غطّوا الإناءَ، وأوْكوا السّقاءَ، وأغلقوا البابَ ، وأطفئوا السّراجَ؛ فإنَّ الشّيطانَ لا يحلُّ سقاءً، ولا يفتحُ باباً ولا يكشفُ إناءً، فإنْ لمْ يجدْ أحدكمْ إلّا أنْ يعرُضَ على إنائهِ عوداً، ويذكرَ اسمَ اللهِ فليفعلْ؛ فإنَّ الفويسقة تضرمُ على أهلِ البيتِ بيتهم” ولمْ يذكر قتيبةَ في حديثه: “وأغلقوا البابَ” )). رقمُ الحديث: 96/2012.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الاشربةِ، بابُ: (الأمرُ بتغطيةِ الإناءِ، وإيكاءِ السّقاء)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ جابرٍ رضي اللهُ عنهُ، وهوَ أبو عبدُ اللهِ، جابرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حرامٍ الأنصاريُّ، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديث منَ الصّحابةِ، أمّا بقيّةُ رجال سندِ الحديث:
- قتيبةُ بنُ سعيدٍ: وهوَ أبو رجاءٍ، قتيبة بن سعيدٍ الثّقفيُّ (148ـ240هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقات منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- محمّدُ بنُ رمحٍ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، محمّدُ بنُ رمحِ بنِ المهاجرِ التّجيبيُّ (150ـ242هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ تبعِ الأتباع أيضاً.
- اللّيثُ: وهوَ أبو الحارثِ، اللّيثُ بنُ سعدٍ الفهميُّ (94ـ175هـ)، وهوَ من ثقاتِ المحدّثينَ منْ أتباعِ التّابعينَ.
- أبو الزّبيرِ: وهوَ محمّدُ بنُ مسلمِ بنِ تدرسَ القرشيّ (ت: 126هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّواية للحديثِ منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى حكمْ منْ أحكامِ الأشربةِ، وهوَ تغطيةُ الإناءِ وتغطيةُ السّقاءِ، وفي أمر النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ وجوبُ تغطية ما يؤكلُ وما يشربُ حتّى لا يصلهُ ما يؤذي الإنسان، وقدْ بيّنَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنَّ الشّيطانَ لا يمسّ إناءً ولا سقاءً مغطّى، كما جاءَ في الحديثِ أنْ تغلقَ الأبوابَ وتخمدَ النّارُ، وقدْ بيّنَ أهلُ العلمِ أنَّ ذلكَ يكونَ بعدَ غروبِ الشّمسِ حيثُ يكثرُ عملَ الشّياطينِ، كما أنَّ الفويسقةَ وهي الفأرةُ قدْ يكونُ لها فعلٌ في ضرامِ النّارِ في البيتِ.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- وجوبُ تغطية الآنية والسّقاء .
- وجوبُ إغلاقَ الباب واخمادِ النّار في اللّيلِ.