حديث في حد الزاني البكر

اقرأ في هذا المقال


لقدْ حرّمَ الله تعالى المعاصي على المسلمِ لما لها منْ آثارٍ تعودُ عليه وعلى المجتمعِ، وشدّد التّحريمَ على كثيرٍ منها، وجعلَ لصاحبّها حدّاً دنيوياً كي لا يطغى، ومنَ المعاصي الّتي تستحقُّ الحدَّ الزّنا، وحدُّ الزّنا يختلفُ منَ الزّاني المحصنِ إلى غيرِ المحصنِ، وسنعرضُ حديثاً في حدّ الزّاني غير المحصنِ.

الحديث

أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهً في الصّحيح: ((حدّثنا يحيى بنُ بُكيرٍ، حدّثنا اللّيثُ، عنْ عُقَيْلٍ، عنِ ابنِ شهابٍ، عنْ سعيدِ بنِ المسيّبِ، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه، أنّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قضى فيمنْ زنى ولمْ يُحْصنْ بنفيِ عامٍ، بإقامةَ الحدِّ عليه)). رقمُ الحديث: 6833.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ المحاربينَ منْ أهلِ الكفرِ والرّدّةِ، بابُ: (البكرانِ يُجْلدانِ وينفيانِ)، والحديثُ قدْ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منَ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ النّبويِّ، أمّا رجالُ السّندِ البقيّة:

  • يحيى بنُ بكيرٍ: وهوَ أبو أبو زكريا، يحيى بنُ عبدِ اللهِ بنِ بُكيْرٍ المخزوميُّ (155ـ231هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
  • عُقيلٌ: وهوَ أبو خالدٍ، عُقيلُ بنُ خالدٍ الأيليُّ (ت: 144هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى حدٍّ منْ حدودِ الإسلامِ وهوَ حدُّ الزّاني البكرِ غيرِ المحصنِ، وقدْ بيّنَ الرّاوي أبو هريرةَ أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قضى فيهِ بالحدِّ والنّفيِّ، أمّا الحدُّ فهو تأكيدٌ لما جاءَ في القرآنِ الكريمِ بجلدهِ مائةَ جلدةً، والنّفيُّ هوَ نفيه عاماً تعزيراً لهذا الإثمِ المحرّمِ وقدْ جاءَ في القرآنِ ما يؤكّدُ ذلكَ الحدُّ، غير النّفيِّ الّذي جاءَ في الحديثِ عنهُ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • حدُّ الزّنا جاءَ لبيانِ بشاعةِ جريمةِ الزّنا وآثارها في المجتمع الإسلاميِّ.
  • حدُّ الزّاني البكرُ هوَ الجلدُ والنّفيُّ لعام.

شارك المقالة: