حديث في حلاوة الإيمان

اقرأ في هذا المقال


لقدْ بيّن الحديث النّبويُّ الشّريفُ في كثيرٍ منَ الشّواهدِ مفهومَ الإسلامِ والإيمان، وبيّنَ أنَّ مرتبةَ الإيمانِ مرتبةٌ أعلى منَ الإسلامِ، والإيمانُ لا يقتصرُ على فعلِ العباداتِ فقطْ، بلْ هوَ عملٌ واعتقادٌ وقولٌ، وإنَّ منْ علاماتهِ أنْ يشعرَ المؤمنُ بحلاوةِ الإيمانِ، فتعالوا نستعرضُ حديثاً في منْ ذاقَ حلاوة الإيمانِ.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمٌ في الصّحيحِ: ((حدّثنا محمّدُ بنُ يحيى بنِ أبي عمرُ المكّيُّ وبشرُ بنُ الحكمِ، قال: حدّثنا عبدُ العزيزِ ـ وهوَ ابنُ محمّدُ الدّاورديُّ ـ عنْ يزيدَ بنِ الهادِ، عنْ محمّدِ بنِ إبراهيمَ، عنْ عامرِ بنِ سعدٍ، عنِ العبّاسِ بنِ عبدِ المطّلبِ، أنّهُ سمعَ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ يقولُ: “ذاقَ حلاوةَ الإيمانِ منْ رضيَ بالله ربّاً، وبالإسلامِ ديناً، وبمحمّدٍ رسولاً”)). رقمُ الحديث: 56.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (منْ رضيَ بالله ربّاً وبالإسلامِ ديناً وبمحمّدٍ رسولاً)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ العبّاسُ بنُ عبدِ المطّلبِ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عمُّ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ، ومنْ رواةِ الحديثِ منَ الصّحابةِ الكرامِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:

  • محمّدُ بنُ يحيى: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، محمّدُ بنُ يحيى بنِ أبي عمرَ العدنيُّ (ت: 243هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقات في رواية الحديث.
  • بشرُ بن الحكمِ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، بشرُ بنُ الحكمِ العبديُّ (ت: 237هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّواية للحديثِ منْ تبعِ الأتباعِ.
  • عبد العزيز الداروديُّ: وهوَ أبو محمّدٍ، عبدُ العزيزِ بنُ محمّدٍ الدّاورديُّ (ت: 186هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعين.
  • يزيد بن الهاد: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، يزيدُ بنُ عبدِ الله بنِ أسامةَ اللّيثيُّ (ت: 139هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
  • محمّدِ بنِ إبراهيمَ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، محمّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحارثِ القرشيُّ، ثقةٌ منْ رواةِ الحديثِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى صفةِ منْ ذاقَ حلاوةَ الإيمانِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ أنّ حلاوةَ الإيمانِ يذوقها منْ آمنَ باللهِ ربّاً يعبدُ ويتوجّهُ إليه دونَ الإشراكِ بهِ، ومنْ أمنَ بالإسلامِ ديناً ومعتقداً بالاستسلامِ للهِ تعالى واطاعته بالعباداتِ والاجتنابِ عن معاصيهِ، وكذلكَ منْ لحقَ محمّداً عليه الصّلاةُ والسّلامُ وآمنَ برسالتهِ ونبّوتهِ وبكتابِه الّذي أُرسلَ، وحلاوةُ الإيمانِ تكونُ بمحبّةِ اللهِ تعالى له الّذي ينعكسُ على توفيقه وقبوله في الدّنيا قبلَ الآخرةِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • الإيمانُ له حلاوةُ يشعرُ بها المؤمنُ.
  • حلاوةُ الإيمان بالإيمان بالله ورسولهِ ودينه.

شارك المقالة: