حديث في حوض النبي

اقرأ في هذا المقال


لقدْ أخبرنا النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منْ أخبارِ الغيبِ والسّاعةِ واليومِ الآخرِ ما نقلهُ إلينا الصّحابةُ رضوانُ اللهِ عليهمْ، وهذا ممّا كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ مؤيّداً بهِ منْ طريقِ الوحيِّ الإلاهيِّ، ومنْ أمورِ الغيبِ الّتي أخبرنا بها النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ حوضه الشّريفِ في المحشر، فتعالوا معنا في حديثِ يخبرنا بذلك.

الحديث

أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ في كتابِ الرّقاق: ((حدّثنا عمرو بنُ عليٍّ، حدّثنا محمّدُ بنُ جعفرٍ، حدّثنا شعبةُ، عنِ المغيرةِ، قال: سمعتُ أبا وائلٍ، عنْ عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنهُ، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم َقال: ” أنا فَرَطُكُمْ على الحوضِ، ولَيُرْفعنَّ رجالٌ منكمْ، ثمَّ لَيُخْتَلَجنَّ دوني، فأقولُ: يا ربُّ، أصحابي. فيُقالُ: إنّكَ لا تدري ما أحدّثوا بعدكَ”)). رقمُ الحديث:6576.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الرّقاقِ، بابُ: (في الحوضِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ الهذليُّ، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أـمّا بقيّةُ رجالِ السّندِ البقيّة:

  • عمرو بنُ عليٍّ: وهوَ أبو حفصٍ الفلّاسُ، عمرو بنُ عليٍّ الصّيرفيُّ (ت:249هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • محمّدُ بنُ جعفرٍ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، غنَدرٌ، محمّدُ بنُ جعفرِ الهذليُّ (ت: 193هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ الأتباعِ.
  • المغيرة: وهوَ أبو هشامٍ، المغيرةُ بنُ مقسمٍ الضّبّيُّ (ت: 132هـ)، وهوَ منَ ثقاتِ رواةِ الحديثِ منَ أتباعِ التّابعين.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديث النّبويُّ إلى بيانِ حوضِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ وشربِ المؤمنينَ منهُ معَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، والحوضُ هوَ الكوثرِ الّذي في الجنّةِ، والحوضُ المذكورُ في الحديثِ هوَ حوضُ يردهُ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ وأمّتَهُ في أرضِ المحشرِ حينَ تدنوا الشّمسُ منْ رؤوٍسِ العبادِ، فيكرم اللهُ تعالى أمّةَ محمّدٍ بالتّخفيفِ عنهمْ بالشّربِ منهُ، وقدْ ذكرَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ في كثيرٍ منْ شواهدِ الحديثِ بأنّ لكلِّ نبيٍّ وأتباعه حوضُ يشربونَ منهُ، لكنّ حوضَ النّبيِّ هوَ المقصودُ في الحديثِ، كما أوردَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ بأنّ هنالكَ منْ أمّتهِ منْ يظهرونَ لهُ ويمنعونَ منَ الوصولِ إلى الحوضِ وذلكَ بما أحدثوا منَ المعاصي بعدَ كمالِ رسالةِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلام ووصولها لهم، والله تعالى أعلم.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائد من الحديث:

  • رحمةِ اللهِ تعالى لأمّةِ ومحمّد وتكريمهم بحوضِ نبيّه لهم.
  • المؤمنُ يبتعدُ عنِ المحدّثاتِ في الدّينِ والمعاصي ما يبتعدُ بها عنِ الحوضِ الشّريفِ.

شارك المقالة: