حديث في خروج النار من أرض الحجاز

اقرأ في هذا المقال


لقدْ وجدنا في حديث النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ الشّواهدِ الّتي تخبرُ بأحداثٍ تسبقُ قيامَ السّاعةِ، وقدْ أخبرَ بها عليه الصّلاةُ والسّلامُ أصحابهُ بها ونقلوها لمنْ بعدهمْ منْ أمّةِ الإسلامِ، ومنْ علاماتِ السّاعةِ خروجُ نارٍ منْ أرضِ الحجازِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أورد الإمام البخاريّ يرحمه اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو اليمانِ، أخبرنا شعيبٌ، عنِ الزّهريِّ، قالَ سعيدُ بنُ المسيّبِ: أخبرني أبو هريرة، أنّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “لا تقومُ السّاعةُ حتّى تخرجَ نارٌ منْ أرضِ الحجازِ، تُضيء أعناقَ الإبلِ ببصرى”)). رقمُ الحديث:7118.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكور أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابش الفتنِ، بابُ: (خروجِ النّارِ)، والحديث جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثرِ الصّحابة روايةً للحديث عنِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامِ وعنِ الصّحابةِ، أمّا بقيةُ سندِ الحديثِ منَ الرّجال:

  • أبو اليمانِ: وهوَ الحكمُ بنُ نافعٍ البهرانيُّ (138ـ221هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقاتِ المحدّثينَ للحديث.
  • شعيبٌ: وهوَ أبو بشرٍ، شعيب بنُ أبي حمزةَ دينارٍ القرشيُّ (162هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ إلى علامةٍ تسبقُ قيامَ السّاعةِ، وهي خروجُ نارٍ منْ أرضِ الحجازِ، وقدْ أخبرَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامِ بهذه العلاماتِ على سبيلِ التّذكيرِ والإنذارِ بقربِ قيامِ السّاعةِ ليكونَ ذلكَ عبرةً لأهلِ الإيمانِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنّ خروجُ النّارِ منْ أرضِ الحجازِ هي علامة لا تقومُ السّاعة حتى نرى تلكَ النّار، وانّ هذه النارُ ستضيء أعناق الإبلِ في أرضِ بصرى بالشّام، وقدْ أوردَ أهلُ العلمِ أنّها حدثتْ في في العامِ (654هـ) وأنّها كانتْ عظيمةً استمرت منْ ليلةِ الأربعاءِ حتّى الجمعةَ منْ شهرِ جمادى، كما بيّنَ أهلُ العلمِ أنّها ليستْ هي النّارُ التي تطردُ النّاسَ إلى أرضِ المحشر والله تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • إعجازُ الحديثِ النبويّ في الإخبارِ عنْ الغيبِ.
  • منْ علامات اقتراب السّاعة خروج نارٍ منْ أرضَ الحجاز.

شارك المقالة: