حديث في خروج النساء للعيدين

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لأمّة الإسلامِ منَ الأيامِ الفضيلة أعياداً يتقرّبونَ بها إلى الله تعالى، وجعلَ فيها منْ مظاهرِ الفرحِ والاستسلامِ لله والتّوحيدِ، ومنَ الأعيادِ عندهم؛ عيدُ الفطر وعيد الأضحى، وخصّ الإسلامُ لهما منَ الصّلاة المستحبّة، وقدْ بيّن عليه الصّلاة والسّلامُ للصّحابةِ منْ آدابهما ومظاهر الفرح فيهما، ومنها خروجُ المرأة لحضور الصّلاة، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.

الحديث

أوردَ الإمامُ التّرمذيُّ يرحمهُ اللهُ في الجامع الصّحيح: ((حدّثنا أحمدُ بنُ منيعٍ، حدّثنا هُشيمٌ، قال: أخبرنا منصورٌ ـ وهوَ ابنُ زاذانَ ـ عنِ ابنِ سيرينَ، عنْ أمّ عطيّةَ أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله علي وسلّم كانَ يخرجُ الأبكار والعواتقَ، وذواتِ الخدورِ، والحُيّضَ في العيدينِ، فأمّا الحيّضَ فيعتزلنَ المصلّى ، ويشهدْنَ دعوةَ المسلمينَ، قالتْ إحداهنّ: يا رسولَ اللهِ، إنْ لمْ يكنْ لها جِلبابٌ؟ قال: “فلتعرها أختها منْ جلابيبها“)). الحديثُ صحيحٌ ورقمهُ: (539).

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ أبو عيسى، الإمامُ محمّدُ بنُ عيسى التّرمذيّ في الجامعِ الصّحيحِ في أبواب العيدينِ، بابُ: في خروج النّساءِ في العيدينِ، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيّة الجليلةِ أمِّ عطّيةَ رضيَ اللهُ عنها، وهي نسيبةُ بنتُ الحارثِ الأنصاريّة، وهي منْ رواة الحديثِ منَ الصّحابة، أمّا بقيّةُ رجالِ السّندِ:

  • أحمدُ بنُ منيعٍ: وهوَ أبو جعفرٍ الأصمُّ، أحمدُ بنُ منيعٍ البغويُّ (160ـ244هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقات منْ تبعِ الأتباع.
  • منصورُ بنُ زاذان: وهوَ أبو المغيرة، منصورُ بنُ زاذانَ الواسطيّ (ت: 128هـ)، وهوَ منْ ثقات الحديث منْ أتباع التّابعينَ.
  • ابنُ سيرينَ: وهوَ أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ سيرينَ الأنصاريُّ (ت: 110هـ)، وهوَ منْ ثقات المحدّثينَ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى مظهرٍ منْ مظاهرِ فرح المسلمينَ بالعيدينِ، وهوَ خروجُ النّساءِ إلى العيدينِ لحضورِ الصّلاة والخطبة، وقدْ كانَ عليه الصّلاة والسّلام يدعو النّساءَ إلى الخروجِ إلى العيدينِ، وهنّ البكر الّتي لمْ تتزوج والعواتقِ حديثاتُ البلوغِ والحُيّضِ وذواتِ الخدورِ الّتي لهنّ زاويةُ في البيتِ بها سترٌ لها، وأمرَ الحيّضَ أنْ يعتزلنَ المصلّى الّذي ليسَ بمسجدٍ يحرّمُ عليهن الدّخولُ إليه ويستمعنَ إلى الدّعوةِ والصّلاة، وقدْ ذهبَ أهلُ العلمِ إلى الاستحبابِ في ذلكَ كما ذهبَ بعضهمْ إلى المنعِ لحديثِ عائشةَ أمّ المؤمنينَ : (لو رأى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ ما أحدثَ النّساءُ) وهوَ لا يستدلُّ به لما به منْ لفظٍ غيرِ صريح في المنع، ولكنْ نوافقُ بين الأقوالِ باستحبابِ الخروجِ منْ غيرِ فتنةٍ وغير ما يدعو إلى الاختلاط ومنْ غير زينة وتبرّج وتعطّرٍ، كما أجاب عليه الصّلاة والسّلام منْ سألته عنْ عدمِ وجوجد الجلباب تلبسهُ للخروجِ بأنْ تلبسها أختها منْ جلابيبها، ولو أنْ يلبسنِ جلباباً واحداً والله تعالى أعلم.

ما يرشد إليه الحديث

من الفوائد من الحديث:

استحباب خروج النّساء للعيدينِ.

اعتزالُ الحيّض للمصلّى وعدم الصّلاة في العيدين.


شارك المقالة: