لقدْ بيّنَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ للأمّةِ ما يجبُ عليهمْ في دينِ الإسلامِ منَ الأركانِ والعباداتِ، وبيّنَ لهمْ حقَّ اللهِ تعالى عندهمْ في توحيدهِ وعدمِ الإشراكِ به، وبيّنَ لهمْ أنّ الموحّدينَ إذا فعلوا ذلكَ دخلوا الجنّةَ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث
يوردُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، وزهيرُ بنُ حربٍ، عنْ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ، قالَ أبو بكرٍ: حدّثنا ابنُ عليّةَ، عنْ خالدٍ، قال: حدّثني الوليدُ بنُ مسلمٍ، عنْ حُمرانَ، عنْ عثمانَ قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “منْ ماتَ وهوَ يعلمُ أنّهُ لا إله إلّا اللهُ دخلَ الجنّةَ”)). رقمُ الحديث: 43.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ بابُ: (منْ ماتَ على التّوحيدِ دخلَ الجنّةَ)، والحديثُ يُروى منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عثمانَ بنِ عفّانَ رضي اللهُ عنهُ، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منَ الصّحابةِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أمّا رجالُ السّندِ البقيّة:
- أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ أبي شيبةَ العبسيُّ (159ـ235هـ)، وهو منْ ثقاتِ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- زهيرُ بنُ حربٍ: وهوَ أبو خيثمةَ، زهيرُ بنُ حربٍ الحرشيُّ النّسائيُّ (160ـ232هـ)، وهوَ منْ كبار رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ الأتباعِ.
- إسماعيلُ بنُ إبراهيم: وهوَ أبو بشرٍ، إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ الأسديُّ (110ـ193هـ)، وهوَ منَ الرّواةِ الثّقاتِ للحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
- خالدٌ: وهوَ أبو المنازلِ، خالدُ بنُ مهرانَ الحذّاءُ البصريُّ (ت: 141هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- الوليدُ بنُ مسلمٍ: وهوَ أبو بشرٍ، الوليدُ بنُ مسلمِ بنِ شهابٍ العنبريُّ، منْ رواةِ الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ الثّقات.
- حمرانُ: وهوَ حمرانُ بنُ أبانَ النّمريُّ (ت: 75هـ)، وهوَ من رواةِ التّابعينَ الثّقاتِ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى شرطِ دخولِ الجنّةِ وهوَ التّوحيدُ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ذلكَ، وبيّنَ أنّهُ منْ ماتَ على هذهِ العقيدةِ عملاً وقولاً دخلَ الجنّةَ، وقدْ ذهبَ أهلُ العلمِ إلى أنّ العلْمَ بالشّيءِ يقينٌ بهِ، والعلمُ بالتّوحيدِ هوَ الإقرارُ بربوبيّةِ الله وألوهيتهِ وعدمِ الإشراكِ بهِ، ويتبعه الإيمان بالرّسول صلّى الله عليه وسلّمَ لمنْ لحقهُ، وأنَّ التّوحيدَ هوَ مفتاحُ الموحّدِ وطريقه لدخول الجنّةِ.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديثِ:
- وجوبُ التّوحيدِ للهِ تعالى.
- منْ ماتَ على التوحيدِ دخل الجنّةَ.