لقدْ كانَ منْ حديثِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الشّواهدِ الّتي تخبرُ بنعيمِ أهلِ الجنّةِ منَ المؤمنينَ، ومنَ النّعيمِ الّذي أخبرنا به عليه الصّلاةُ والسّلام هو رؤيةُ اللهِ عزّ وجلَّ يومَ القيامةِ، وسنعرضُ حديثاً في نعيمِ رؤيتهِ عزّ وجلَّ منَ المؤمنينَ.
الحديث
أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ تعالى في الصّحيحِ: ((حدّثنا عمرو بنُ عونٍ، حدّثنا خالدٌ وهشيمٌ، عنْ إسماعيلَ، عنْ قيسٍ، عنْ جريرٍ قال: كنّا جلوساً عندَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ؛ إذْ نظرَ إلى القمرِ ليلةَ البدرِ، قال: “إنّكمْ ستروْنَ ربّكمْ كما تروْنَ هذا القمرَ، لا تُضامُونَ في رؤيتهِ، فإنْ استطعتمْ أنْ لا تُغْلبوا على صلاةٍ قبلَ طلوعِ الشّمسِ وصلاةٍ قبلَ غروبِ الشّمسِ فافعلوا”)). رقمُ الحديث: 7434.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ التّوحيدِ، بابُ: (وجوهٌ يومئذٍ ناضرة إلى ربّها ناظرة)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيّ الجليلِ جريرِ بنِ عبدِ اللهِ البَجليِّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ منْ رواةِ الحديث منَ الصّحابةِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، وبقيّةُ رجالِ السّندِ هم:
- عمرو بنُ عونٍ: وهوَ أبو عثمانَ، عمرو بنُ عونِ بنِ أوسٍ الواسطيُّ (ت: 225هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- خالدٌ: وهوَ أبو الهيثمِ، خالدُ بنُ عبدِ اللهِ الواسطيُّ الطّحّانُ (110ـ179هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواية الحديث منْ أتباع التّابعينَ.
- هُشيمٌ: وهوَ أبو معاويةَ، هُشيمُ بنُ بشيرٍ السّلميُّ الواسطيّ (104ـ183هـ)، وهو منَ المحدّثينَ الثّقاتِ للحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
- إسماعيلُ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ هرمزَ الأحمسيُّ (60ـ146هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقات في رواية الحديث.
- قيسٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، قيسُ بنُ أبي حازمٍ البجليّ (ت: 84هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ المخضرمينَ الثّقات في الرّواية.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى نعيمِ أهلِ الجنّةِ منَ المؤمنينَ برؤيةِ وجهِ اللهِ سبحانهُ وتعالى، وهوَ تصديقاً لقولِ الله تعالى: (وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ إلى ربّها ناظرة)، وقدْ أكّدَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ هذهِ الحقيقة بصورةٍ تمثيليّةِ رائعةٍ، فشبّهَ حقيقةَ الرّؤية للهِ برؤيتنا للقمرِ ليلةَ البدرِ واضحاً جليّاً، كما أخبرنا برؤيتهِ عزّ وجلَّ منْ دونِ أنْ نُضامَ في الرؤيةِ مجتمعينَ بضيقٍ في ذلكَ بلْ بفسحةٍ ومنْ كلِّ الجهاتِ ، ولا نُظلمُ في ذلكَ برؤيةِ البعضِ دونَ الآخرِ منَ المؤمنينَ، كما أرشدنا عليه الصّلاةُ والسّلامُ إلى صلاتينِ منْ أفضلِ الصّلواتِ وهي صلاةُ الصّبحِ وصلاةُ العصرِ كي نكونَ منْ أهلِ هذه النّعمةِ العظيمةِ وهي رؤيةُ وجهِ اللهِ تعالى.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- اثباتُ حقيقةِ رؤيةِ وجهِ الله تعالى لأهل الجنّة يومَ القيامةِ.
- عظمُ نعمةِ رؤيةِ وجه الله تعالى.