حديث في سحر النبي عليه الصلاة والسلام

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ للنّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الابتلاءات الّتي ابتليّ بها في الدّنيا، ومنْ حكمتها تأكيدُ بشريّةِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ وأنّهُ قدْ يعتريه ما يعتري البشر، ومنْ هذه الامتحاناتِ أنّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ سُحرَ وآذاهُ هذا السّحرُ، وسنعرض حديثا في ذلكَ.

الحديث:

روى الإمام البخاريّ في صحيحه: ((حدّثنا إبراهيمُ بنُ موسى، أخبرنا عيسى، عنْ هشامٍ، عنْ أبيهِ، عنْ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: سُحرَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ. وقالَ اللّيثُ: كتبَ إليَّ هشامٌ، أنّهُ سمعَهُ ووعاهُ عنْ أبيهِ، عنْ عائشةَ قالت: سُحرَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، حتّى كانَ يُخيَّلُ إليهِ أنّهُ يفعلُ الشيءَ  وما يفعلهُ، حتّى ذاتَ يومٍ دعا ودعا، ثمَّ قال: “أشعرتِ أنَّ اللهَ أفتاني فيما فيه شفائي؟ أتاني رَجلانِ، فقعدَ أحدُهما عندَ رأسي والآخرُ عندَ رجليَّ، فقالَ أحدٌهما للآخرِ: ما وجعُ الرّجلِ؟ قال: مطبوبٌ. قال: ومنْ طبّهُ قال: لَبيدُ بنُ الأعصمِ. قال: فيما ذا؟ قال: في مُشْطٍ ومُشاقةٌ، وجفَّ طلعةِ ذكرٍ. قال: فأينَ هوَ قال: في بئرِ ذروانَ”. فخرجَ إليها النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، ثمَّ رجعَ، فقالَ لعائشةَ حينَ رجعَ ” نخلها كأنّهُ رؤوسُ الشّياطينِ” فقلتُ: استَخْرَجْتَهُ؟ فقال: لا، أمّا أنا فقدْ شفاني اللهُ، وخشيتُ أنْ يثيرَ ذلكَ على النّاسِ شراً” ثمَّ دفنتِ البئرُ)). رقمُ الحديث:3268.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيح في كتابِ بدءِ الخلقِ؛ بابُ صفةِ إبليسَ وجنوده، والحديث منْ طريقِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضي اللهُ عنها، وهي عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصّدّيقِ، وهيَ منَ المكثراتِ في روايةِ الحديث عنِ النّبيِّ عليه الصّلاة والسّلامُ، أمّا المحدّثونَ الآخرونَ في السّندِ:

  • إبراهيمُ بنُ موسى: وهو أبو إسحاقَ الصّغيرُ، إبراهيمُ بنُ موسى بنِ يزيدَ التّميميُّ (ت:230هـ)، وهوَ منْ تبعِ الأتباع في الرّوايةِ.
  • عيسى: وهوَ أبو عمرٍو، عيسى بنُ يونسَ السّبيعيُّ (ت:181هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعين.
  • هشامٌ: وهوَ أبو المنذرِ، هشامُ بنُ عروةَ بنِ الزّبيرِ القرشيُّ (61ـ144هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ.
  • أبوه: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، عروةُ بنُ الزّبير بنِ العوّامِ القرشيُّ (23ـ94هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ.
  • اللّيثُ: وهوَ أبو الحارثِ، اللّيثُ بنُ سعدٍ الفهميُّ (94ـ175هـ)، وهوَ من كبار المحدّثينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يبيّنُ الحديث المذكورُ قصةِ السّحرِ للنّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، وهي كما بيّنها النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّهُ جاءاهُ رجلينِ فجلسا عندَ راسهِ وقدميهِ ثمَّ خاطبا بعضهما البعضِ في علّتِه، فعلمَ النّبيّ أنُّ مسحورٌ ب (مشطٍ ومشاقةٍ وجفُّ طلعةِ ذكرٍ ) أمّا المشطُ فهو ما يسرّحُ الشّعرُ بهِ، أمّا المشاقةُ فهيَ ما يخرجُ منْ تسريحِ الشّعرِ، أمّا جفّ طلعةِ ذكرٍ فهي كافورُ النّخلِ، وقدْ أخبراهُ عنْ السّاحرِ وهوَ رجلٌ اسمه لبيدُ بنُ الأعصمِ، وعنْ مكانِ السّحرِ وهوَ بئرُ ذكوانَ، ثمّ استفاقَ النّبيُّ عليهِ السّلامُ وخرجَ إلى بئرَ ذكوانَ ولمّا رجعَ أخبرَ عائشةَ أنّ اللهَ قدْ شفاهُ ولمْ يخرجِ السّحرِ منَ البئرَ خشيةَ الفتنةِ في المسلمينَ بعدَ معرفتهم، ثمّ بيّنتْ سيدتنا عائشةَ أنّ البئرَ بعدَ ذلكَ ردمَ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • صحةُ خبرِ سحرِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ وأنّ ما أصابهُ مثلَ ما يصيبُ البشر.
  • السّحرُ منْ مكفّراتِ الإنسانِ، ولا يجوزُ العملُ به.

شارك المقالة: