لا زلنا في صحيح الإمامِ محمّد بن إسماعيل البخاري رحمهُ الله، نستعرضُ احاديثَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في تعليمه للصَّحابة آدابَ الطَّهارةِ والوضوءِ والاستنجاءِ عند دخول بيتِ الخلاء، تعاليمٌ علَّمها عليهِ أفضلُ الصَّلاةِ والسّلامِ للصَّحابةِ لينقلوها منهجاً للمسلمينَ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، ونصلُ إلى سنَّةِ الوضوءِ مرَّةً واحدةً، نستعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث:
يروي الإمام البخاريُّ يرْحمهُ اللهِ في صحيحه: (( حدَّثنا محمّدُ بنُ يوسفَ، قال: حدَّثنا سفيانُ، عنْ زيدِ بنِ أسلمَ، عنْ عطاءِ بنِ يسارٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قال: توضَّأَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّةً مرَّة )). رقمُ الحديثِ157.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريَّ رحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ الوضوءِ، بابُ الوضوءِ مرَّةً مرَّةً، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ أبو العبَّاسِ، عبدُ اللهِ بنِ عبَّاسِ بنِ عبدِ المًطَّلبِ القرشيِّ الهاشميِّ، حبرُ الأمّةِ وابنُ عمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وهوَ منَ الصَّحابةِ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:
- محمَّدُ بنُ يوسفَ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، محمَّدُ بنُ يوسفَ بنِ واقدٍ الضَّبيُّ (120ـ212هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ زمنِ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
- سفيانُ: وهوَ أبو عبدِ الله، سفيانُ بنُ سعيدِ بنِ مسروقٍ الثَّوريُّ (97ـ161هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدِّثينَ الثِّقاتِ منْ أتباع التَّابعينَ وأشهرهم.
- زيدُ بنُ أسلمَ: وهوَ أبو أُسامةَ، زيدُ بنُ أسلمَ القرشيُّ العدويُّ (ت:136هـ)، وهو منَ المحدِّثينَ الثِّقاتِ منْ التَّابعينَ.
- عطاءُ بنُ يسارٍ: وهوَ أبو محمَّدٍ، عطاءُ بنُ يسارٍ الهلاليُّ (19ـ94هـ)، وهوَ منْ أعلامِ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ عنِ الصَّحابةِ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى كيفيةِ وضوءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في أركانِ الوضوءِ وواجباتِه، وقدْ بيَّنَ الحديثُ الّذي يرويهِ ابنُ عبَّاسِ رضيَ اللهُ عنهُ في رؤيتهِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتوضأُ ويغسلُ جوارحهُ الشريفةَ الواجبةَ في الوضوءِ مرَّةً مرَّةً، وفي فعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لمْ يكنْ على إطلاقِ الوضوءِ مرَّةً مرَّةً، فقدْ روِيَ عنهُ أنَّهُ توضَّأ مرةً مرَّةً ومرَّتينِ وثلاثةً، ويؤخذُ منهُ جواز الوضوء بينها على سبيلِ النَّدبِ، ولا ينفي جواز الوضوءِ أكثرَ منْ مرَّةٍ واللهُ أعلم.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ في الحديث:
- جوازُ الوضوءِ مرَّةً كما فعلَ عليهِ الصّلاةُ والسَّلامُ.
- مرَّاتُ الوضوءِ تفيدُ النَّدبَ والتخييرَ.