لقدْ حثَّ الإسلامُ على الزّواجِ لما فيهِ منْ فضلٍ على الإنسانِ بسدِّ غرائزه وبعدهِ عنْ خطواتِ الشّيطانِ والرّذيلةِ، وقدْ دعا إليه النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحديثِ، فكلُّ منْ كانتْ عندَهُ القدرةُ والاستطاعةُ له عليه أنْ يتزوّجَ، ومنْ لمْ يستطعْ فليصُمْ، فالصّومُ وجاءٌ وحفظٌ له، كما دعا إلى إختيارِ الزّوجِ الصّالحةِ، فتعالوا معنا في حديثٍ يبيُّنُ صفاتَ الزّوجةِ الصّالحة.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا يحيى ، عنْ عبيدِ اللهِ قال: حدّثنِي سعيدُ بن أبي سعيدٍ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “تنكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفرْ بذاتِ الدّينِ تربَتْ يداكَ”)). رقمُ الحديث:5090.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ النّكاحِ، بابُ الأكْفاء في الدّينِ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منَ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ النّبويِّ، أمّا رجالُ سندِ الحديثِ الآخرونَ فهم:
- مسدّدٌ: وهوَ أبو الحسنِ، مسدّدُ بنُ مسرهدَ بنِ مسربلٍ الأسديُّ (ت: 228هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ روايةِ الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- يحيى: وهوَ أبو سعيدٍ، يحيى بنُ سعيدِ بنِ فرّوخَ القطّانُ (120ـ198هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- سعيدُ بنُ أبي سعيدٍ: وهوَ أبو سعد، سعيدُ بنُ أبي سعيدٍ كيسانَ المقبريُّ (ت: 123هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
- أبو سعيدٍ: وهوَ كيسان المقبريُّ المدنيُّ (ت: 100هـ)، وهوَ من ثقاتِ مشاهيرِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى صفاتِ المرأةِ المرادُ نكاحها في الإسلامِ، وقدْ ذكرَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنَّ المرأةُ تنكحُ للزّواجِ في أربعِ صفاتٍ وهي: ما تمتلكُ منْ مالٍ ولحسبها ونسبها ولجمالها وحسنِها ولدينها والتزامها، ثمّ دعا النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ المسلمَ المقبلَ على الزّواجِ أنْ يقدّمَ دينَ المرأةِ والتزامها بشرعِ ربها على غيره منَ الصّفاتِ، لأنّ دينَ المرأةِ والتزامها هو مقياسُ السّعادةِ الزّوجيةِ بينهما، ولأنَّ منْ كانتْ فيها هذه الصّفة سيكوّنانِ معْ بعضهما أسرةً صالحةً تقودُ إلى بناءِ مجتمعٍ إسلاميِّ صالحٍ مؤمنٍ باللهِ تعالى خالياً منَ المفاسدِ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- مشروعيةِ الزّواجِ ووجوبِ اختيارِ المرأةِ الصّالحة.
- تقديمُ صفةِ الدّينِ على غيرها منَ الصّفاتِ في المرأةِ المرادُ نكاحها شرعاً.