حديث في عقوبة المبايع للدنيا

اقرأ في هذا المقال


لقدْ خلقَ اللهِ تعالى الإنسانَ واستعملهُ في الأرضِ ليتّقِ الله فيما يصنعُ، وأوصى بأنْ تكونَ علاقةُ الإنسانِ معْ ربّه ومعْ منْ ولّيَ عليهمْ ومعَ النّاسِ على أساسِ التّقوى والصّلاحِ والإخلاصِ، فلا معاملةً تقبلُ إلّا إذا كانتْ مخلصةَ لله تعالى، وقدْ ذكرَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ ثلاثةُ ممّنْ منعوا الخيرَ وسعوا في النّفاقِ منَ الّذينَ لا يكلّمهمُ الله تعالى ولا يزكّيهمْ ولهمْ عذابُ أليم، وسنعرضُ حديثاً فيهم.

الحديثُ

يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا عبدانُ، عنْ أبي حمزةَ، عنِ الأعمشِ، عنْ أبي صالحٍ، عنْ أبي هريرةَ قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “ثلاثةٌ لا يكلّمهمْ اللهُ يومَ القيامةِ ولا يزكّيهمْ، ولهمْ عذابٌ أليمٌ: رجلٌ على فضلِ ماءٍ بالطّريقِ يمنعُ منهُ ابنُ السّبيلِ، ورجلٌ بايعَ إماماُ لا يبايعهُ إلّا لدنياهُ، إنْ أعطاهُ ما يريدُ وفى له، وإلّا لمْ يفِ له، ورجلٌ يبايعُ رجلاً بسلعةٍ بعدَ العصرِ، فحلفَ باللهِ لقدْ أُعطيَ بها كذا وكذا فصدّقهُ، فأخذها ولمْ يُعْطَ بها”)). رقمُ الحديث: 7212.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ الواردُ يوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الأحكامِ، بابُ: (منْ بايعَ رجلاً لا يبايعهُ إلّا للدّنيا)، والحديث جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنِ صخرٍ الدّوسيِّ، منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ، أمّا رجالُ سندِ الحديثِ البقيّة فهم:

  • عبدانُ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ اللهِ بنُ عثمانَ الأزديّ (ت: 220هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ الرّواةِ للحديثِ وهوَ ثقةُ.
  • أبو حمزةَ: وهوَ محمّدُ بنُ ميمونٍ السّكريُّ (ت: 167هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواةِ الحديثِ النّبويِّ منْ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى ثلاثةٍ لا يكلّمهمُ الله تعالى ووعدهمْ بالعذابِ ، وذلكَ لمنعهمِ الخيرَ ومبايعتهمْ للغيرِ للدّنيا وليسَ لله تعالى وهم:

  • مانعُ الماء عنِ ابنِ السّبيلِ: وهوَ منْ منعَ ابنَ السّبيلِ منْ شربِ الماءِ الفضلِ الزّائدِ، فيمنعُ منْ فضلِ الله يومَ القيامة.
  • مبايعِ الإمام لمصلحةِ الدّنيا: وهوَ منْ بايعَ إماماً على السّمعِ والطّاعةِ لدنياهُ، فإنْ أعطيَ منها رضي وإنْ لمْ يعطَ سخطَ عليه ولمْ يرضَ.
  • منْ حلفَ على سلعةٍ كذباً: وهوَ منْ حلفَ يميناً لآخرَ في سلعةٍ أنّهُ دَفعَ بها أكثرَ ممّا عُرضَ له وهوَ كاذبُ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • النّهيُ عنْ قطعِ أجرِ الفضلِ عنِ ابنِ السّبيلِ.
  • المبايعةُ للغيرِ تكونُ بالصّدقِ والإخلاصِ والتّقوى.

شارك المقالة: