حديث في غربة الإسلام

اقرأ في هذا المقال


لقدْ بعثَ اللهُ تعالى الأنبياءَ كلّهمْ برسالةِ الإسلامِ ليبلّغوها للنّاسِ، وكمْ عانى الأنبياءُ في سبيلِ إيصالها للأمّمِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ غربةَ الإسلامِ حينَ بداً، وبيّنَ أنّهُ سيعودُ غريباً كما بدأ، وسنعرضُ حديثاً في غربةِ الإسلام.

الحديث

يروي الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في الصّحيحِ: ((حدّثنا محمّدُ بنُ عبّادٍ، وابنُ أبي عمرَ جميعاً، عنْ مروانَ الفزاريِّ، قالَ ابنُ عبّادٍ: حدّثنا مروانُ، عنْ يزيدَ ـ يعني ابنَ كَيسانَ ـ عنْ أبي حازمٍ، عنْ أبي هريرةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “بدأ الإسلامُ غريباً ، وسيعودُ كما بدأ غريباً فطوبى للغرباءِ”)). رقمُ الحديث: 232/145.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ بابُ: (الإسلامُ بدأ غريباً)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ منَ الصّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم، أمّا سندُ الحديثِ منَ الرّجالِ البقيّة:

  • محمّدُ بنُ عبّادٍ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، محمّدُ بنُ عبّادَ بنِ الزبرقانِ البغداديّ (ت: 234هـ)، وهوَ من ثقاتِ رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • ابنُ أبي عمرَ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، محمّدُ بنُ يحيى بنِ أبي عمرَ العدنيّ (ت:234هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقات في الرّواية.
  • مروانَ الفزاريّ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، مروانُ بنُ معاويةَ بنِ الحارثِ الفزاريُّ (ت:193هـ)، وهوَ منْ أتباع التّابعينَ الثّقاتِ في الحديث.
  • يزيدُ: وهوَ أبو إسماعيلَ، يزيدُ بنُ كيسانَ اليشكريُّ، وهوَ أيضاً منْ أتباع التّابعينَ في رواية الحديثِ.
  • أبو حازمٍ: وهوَ سلمانُ، أبو حازمٍ الأشجعيُّ الكوفيُّ (ت:101هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ التّابعينَ في رواية الحديثِ عنِ الصّحابةِ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ إلى ما بدأبه الإسلام وكيفَ ينتهي، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّ الإسلامَ بدأ غريباً بقلَّةِ أهلهِ وما لقيهُ المسلمونَ منْ ضيقٍ وضنكٍ وهجراتِ في سبيلِ إيصالهِ للنّاسِ، وما كانَ للنّبيِّ منْ فرارٍ منْ مكّةَ إلى المدينةِ لنشرهِ وتثبيتِ أهلهِ، وسيعود الإسلامُ كما بدأ في آخر الزّمانِ بغربةِ أهلهِ فيكونُ المسلمُ المحافظُ على دينهِ غريباً، ويكونُ الإسلامُ غريباً بقلّةِ منْ يسلكُ مسلكهُ ويلتزمُ به، أمّا قولُ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ “فطوبى للغرباء” فذهبَ بعضُ أهل العلمِ إلى أنّ طوبى هي شجرةُ في الجنّةِ، وقيلَ حسنُ وطيبُ العيشِ في الدّنيا والآخرةِ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • غربةُ الإسلامِ في البدايةِ والنّهاية .
  • الثّوابُ العظيمِ لأهل الإسلامِ المتمسّكينَ به.

شارك المقالة: