حديث في فضلِ المتجاوز عن المعسر في الدَّين

اقرأ في هذا المقال


لقدْ شرعَ الإسلامُ الدَّينَ بينَ النَّاسِ للتخفيفِ عنهم، ولتيسير أمورهم، كما جعل للدَّينِ ضوابطَ لحفظِ حقوقِ النَّاسِ في معاملاته، كما حرَّمَ الرِّبا في الدينَ وأوجبَ على المدينِ سدادَ الدّين، أمّا المعسِرُ في سدادِ الدينَ فكانَ منَ كرمِ المدينِ أنْ يمهلهُ أو يتجاوزَ عنهُ ويكونُ لهُ الأجرُ والثَّوابُ منَ اللهِ، وسنعرضُ حديثاً في جزاءِ من تجاوزَ عنِ المعسر.

الحديث:

يروي الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ يرْحمُهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا هشامُ بنُ عمَّارٍ، حدَّثنا يحيى بنُ حمزةَ، حدَّثنا الزُّبيديُّ، عنِ الزُّهريُّ، عنْ عبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ، أنَّهُ سمعَ أبا هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: (كانَ تاجرٌ يُداينُ النَّاسَ، فإذا رأى مُعسراً قالَ لفتيانهِ: تجاوزوا عنهُ لعلَّ اللهَ أنْ يتجاوزَ عنَّا، فتجاوزَ اللهُ عنهُ). رقمُ الحديثِ2078 )).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامٌ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ البيوعِ، بابُ منْ أنْظرَ معسراً، والحديث3ُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ راوي الحديثِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ صخرٍ الدُّوسيُّ، منَ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • هشامُ بنُ عمَّارٍ: وهوَ هشامُ بنُ عمَّار بنِ نصيرٍ السَّلميُّ (153ـ244هـ)، منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتْباع التَّابعينَ.
  • يحيى بنُ حمزةَ: وهوَ يحيى بنُ حمزةَ بنِ واقدٍ الحضرميُّ (102ـ180هـ)، منْ رواةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • الزُّبيديُّ: وهوَ محمَّدُ بنُ الوليدِ الزُّبيديُّ (ت:146هـ)، وهوَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ في الرِّوايةِ.

دلالة الحديث:

الحديثُ يشيرُ إلى فضلِ منْ تجاوزَ عنْ حقِّهِ عندَ النَّاسِ لوجهِ اللهِ تعالى، ويضربُ الحديثُ مثلاً لتاجرٍ كانَ يقدِّمُ الدَّين للنَّاسِ لأجلٍ في سبيلِ التَّخفيفِ عنْهم، فإذا جاءَ موعدُ سدادِ الدَّينِ بعثَ لعمَّالٍ عندَهُ بسدادِ ذلكَ الدَّينِ منَ المدينِ، فإذا مرُّوا بمدينٍ مٌعسرٍ غيرَ قادرٍ على سدادِ الدَّينِ أمرَ التاجرُ عُمَّالهُ أنْ يتجاوزوا عنهُ لوجهِ اللهِ، فكانتْ جزاءُ التَّاجرِ في الآخرةِ عندما عرضَتْ صحيفتهُ بأنَّ اللهَ قدْ تجاوزَ عنْ سيئاتِهِ بمثلِ ما تجاوزَ عنِ النَّاسِ في الدُّنيا.

ما يرشد إليه الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى دروسٍ وفوائدَ عدَّةٍ منها:

  • الجزاءُ منْ جنسِ العمل.
  • رحمةُ اللهِ تعالى بالنَّاس.
  • جوازُ الدَّينِ لأجلٍ مسمَّى.
  • اللهُ تعالى يتجاوز عمّنْ يتجاوزُ عنْ حقِّهِ عندَ النَّاسِ ابتغاءً لوجهه الكريم.

شارك المقالة: