لقدْ اصطفى الله تعالى نبيّنا محمّداً صلّى الله عليه وسلّمَ منَ الخلقِ، واختارهُ ليكونَ خاتمَ الأنبياء والرّسلِ، كما فُضّلَ على الأنبياءِ عليهم الصّلاةُ والسّلام بكثيرٍ منَ الصّفات الّتي بيّنها عليه الصّلاةُ والسّلامُ في كثيرٍ منْ شواهدِ الحديثِ، وسنعرضُ حديثاً في فضله عليه الصّلاةُ والسّلامُ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمُ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثني الحكمُ بنُ موسى أبو صالحٍ، حدّثنا هِقْلُ ـ يعني ابنُ زيادٍ ـ عنِ الأوزاعيِّ، حدّثني أبو عمّارٍ، حدّثني عبدُ الله بنُ فرّوخَ، حدّثني أبو هريرةَ، قال: قالَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “أنا سيدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامة، وأوّلُ منْ ينشقُّ عنهُ القبرُ، وأوّلُ شافعٍ، وأوّلُ مُشفّعٍ”)). رقمُ الحديث: 3/2278.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الفضائلِ، بابُ: (تفضيلِ نبيّنا صلّى اللهُ عليه وسلّمَ على جميعِ الخلائقِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ، أمّا بقيّةُ سندِ الحديثِ منَ الرّجال:
- الحكمُ بنُ موسى: وهوَ أبو صالحٍ، الحكمُ بنُ موسى بنِ أبي زهيرٍ البغداديُّ (ت: 235هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّواية للحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعين.
- هِقلُ: وهوَ هقلُ بنُ زيادِ بنِ عبيدِ اللهِ السكسكي الكاتب (ت: 179هـ)، وهو راوٍ ثقةُ منْ تبعِ الأتباعِ.
- الأوزاعيُّ : وهوَ أبو عمرو، عبدُ الرّحمنِ بنِ عمرو الأوزاعيُّ (80ـ157هـ)، وهوَ منْ ثقات المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- أبو عمّارٍ: وهوَ شدّادُ بنُ عبدِ الله القرشيُّ، وهوَ منْ ثقات الحديثِ منَ التّابعينَ.
- عبدُ الله بنُ فرّوخَ: وهوَ عبدُ الله بنُ فرّوخَ القرشيُّ، مولى عائشةَ أمِّ المؤمنينَ، وهوَ منْ ثقات التّابعينَ في الحديث.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى فضلِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ على سائر الخلقِ منَ الأنبياءِ والبشر كافةً، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ في الحديثِ أنّ منْ فضائله أنّهُ خير القومِ والبشر يومَ القيامةِ وسيّدهم، والسّيادةُ يومَ القيامةِ تكونُ ظاهرةً للخلقِ كافّةً، وأنّه عليه الصّلاةُ والسّلامُ أوّلُ الخلقِ منْ يفتحُ عنهُ القبر قبل الحساب، وأنّهُ مقدّمُ في الشّفاعةِ فيكونُ أوّلُ شفيعٍ يومُ القيامةِ وأوّلُ منْ يشفّعُ في الخلقِ، وهذه هي منَ الفضائلِ للنّبيِّ عليه الصّلاة والسّلام على سائر الخلقِ.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- تفضيل النّبيِّ عليه الصّلاة والسّلام على الخلقِ كافةً.
- محمّدُ عليه الصّلاة والسّلام سيد ولدِ آدمِ وأول الشّافعين والمشفّعينَ.