إنّ للقرآنِ الكريمِ لبلاغةُ وفضلٌ كبيرٌ في جميعِ جوانبِ حياةِ المسلمِ، وقدْ نقلَ الصّحابةُ رضوانُ الله عليهم فضلُهُ في أكثرِ الشّواهدِ منْ حديثِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّمَ، وقدْ كانَ لبعضِ سورِ القرآنِ الكريمِ خصوصيّةُ في الفضلِ، ومنها سورةُ الفاتحةِ، وسنعرضُ حديثاً في فضلِ سورة الفاتحة.
الحديث:
يروي الإمام البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في صحيحه: ((حدّثنا عليُّ بنُ عبدِ اللهِ، حدّثنا يحيى بنُ سعيدٍ، حدّثنا شعبةُ، حدّثني خُبيبُ بن عبدِ الرّحمنِ، عنْ حفصِ بنِ عاصمٍ، عنْ أبي سعيدِ بنِ المعلّى قال: كنتُ أُصلِّي ، فدعاني النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، فلمْ أُجِبهُ، قلتُ يا رسول اللهِ، إنِّي كنتُ أُصلِّي. قال: “ألمْ يقلِ الله: (استجيبوا لله وللرّسولِ إذا دعاكمْ)”. ثمَّ قال: ” ألا أُعلّمكُ أعظمَ سورةٍ في القرآنِ قبلَ أنْ تخرجَ منَ المسجدِ؟” فأخّذ بيدي، فلمّا أردنا أنْ نخرجَ قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنّكَ قلتُ: لأُعلّمنّكَ أعظمَ سورةٍ من القرآنِ. قال: “(الحمدُ لله ربِّ العالمينَ) هي السّبعُ المثاني والقرآنُ العظيمُ الّذي أوتيتهُ”)). رقمُ الحديث:5006.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ فضائلِ القرآنِ، بابُ فضلِ سورةِ الفاتحةِ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي سعيدِ بنِ المعلّى الأنصاريِّ المدنيِّ رضي اللهُ عنهُ، أمّا بقيّةُ رجالِ السّند الآخرونَ:
- عليُّ بنُ عبدِ الله: وهوَ أبو الحسنِ، عليُّ بنُ عبدِ اللهِ بنِ جعفرٍ السّعديُّ (161ـ234هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- يحيى بنُ سعيدٍ: وهوَ أبو سعيدٍ، يحيى بنُ سعيدٍ بنِ فرّوخَ القطّان (120ـ198هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّوايةِ منْ أتباع التّابعينَ.
- شعبةُ: وهوَ أبو بسطام، شعبةُ بنُ الحجّاجِ العتكيُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ المشهورينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعين.
- خُبيبُ بنُ عبدِ الرّحمنِ: وهو أبو الحارثِ، خبيبُ بنُ عبدِ الرّحمنِ الأنصاريُّ (ت: 132هـ)، منْ أتباع التّابعينَ الثّقات.
- حفص بنُ عاصمٍ: وهوَ حفصُ بنُ عاصمِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيُّ ( ت:90هـ)، وهوةَ منَ التّابعينَ الثّقات في رواية الحديث.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى فضلِ سورةٍ منَ القرآنِ الكريمِ وهي سورةُ الفاتحة، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ للصّحابيِّ الجليلِ أبي سعيدٍ أنّ سورةَ الفاتحةِ هيَ أعظمُ سورِ القرآنِ الكريمِ، وأنّها لعظمها هي القرآنُ الكريمُ الّذي أنْزلَ عليه، ووصفها بالسّبعِ المثاني، وسببُ تسميتها بالسّبع المثاني لأنّها تُثنّى في كلِّ صلاةٍ ، وقيلَ لاستثناءِ أمّةِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ فيها عنْ غيرها منَ الأممِ، كما يشيرُ الحديثُ إلى وجوبِ الاستجابةِ لأمر اللهِ وأمر رسولهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- عظمُ سورةِ الفاتحةِ منْ بينِ سور القرآنِ الكريمِ.
- سورةُ الفاتحةِ هي السّبعُ المثاني.
- وجوبُ الاستجابةِ لأمر الله ورسوله.