لقدْ فرضَ الإسلامُ الصّلاة وجعلها عمادَ الدّينِ، وكانَ لها منَ الفضلِ على المسلمِ بتقويمِ النّفسِ وتهذيبها، وقدْ كانَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم يحثُّ عليها وينادي بها حتّى انتهى أجلهُ منَ الدّنيا، وقدْ بيّنَ عليه الصّلاةُ والسّلام أنَّ للصلاةِ في جماعةٍ فضلُ وأجرٌ كبيرِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((وحدّثنا عبدُ الله بنُ مسلمةَ القعنبيُّ، حدّثنا أفلحُ، عنْ أبي بكرِ بنِ محمّدِ بنِ عمرو بنِ حزمٍ، عنْ سلمانَ الأغرِّ، عنْ أبي هريرةَ قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “صلاةُ الجماعةِ تعدلُ خمساً وعشرينَ منْ صلاةِ الفذِّ”)). رقمُ الحديث: 274/649.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في صحيحه في كتابِ المساجدِ ومواضعِ الصّلاةِ، بابُ فضلُ صلاةِ الجماعةِ وبيانُ التّشديدِ في التّخلّفِ عنها، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنها، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ، أمّا باقي الرّجالِ في السّندِ:
- عبدُ الله بنُ مسلمةَ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ اللهِ بنُ مسلمةَ القعنبيّ (ت: 220هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- أفلحُ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، أفلحُ بنُ حميدِ بنِ نافعٍ الأنصاريُّ (80ـ156هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ أتباعِ التّابعينَ.
- أبو بكرِ بنُ محمّدٍ: وهوَ أبو بكرِ بنُ محمّدِ بنِ عمرو بنِحزمٍ الأنصاريُّ (36ـ120هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقات منَ التّابعينَ.
- سلمان الأغرُّ: وهوَ أبو عبد الله، سلمانُ الأغرُّ المدنيُّ، وهوَ منْ ثقاتِ التّابعينَ في رواية الحديثِ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى فضلِ صلاةِ الجماعةِ عنْ صلاةِ الفردِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنَّ صلاةَ المسلمِ جماعةً أفضل منْ صلاةِ الفذِّ أي الفردِ بخمسٍ وعشرينَ درجةً، قدْ بيّنَ عليه الصّلاة والسّلام ذلكَ للحثِّ على اجتماعِ المسلمينَ للصّلاةِ لأثرها في تهذيب النّفسِ وتقاربِ المسلمينَ واجتماعهم في هذه العبادة المفروضة، كما يؤخذُ منْ ذلك مرتبةُ الصّلاةِ ووجوبها والحثُّ على صلاتها جماعةً وأجرها الكبير، والله تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- وجوبُ الصّلاةِ وفضلها مع جماعة المسلمين.
- صلاة الجماعة أفضلُ منْ صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة.