حديث في فضل علي بن أبي طالب

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لصحابةِ رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ من الفضلِ على أمّةِ الإسلامِ إلى يومِ القيامةِ، فهمْ منْ لازموا رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ وحضروا الوحي والتّنزيلَ، وكانَ لهمْ الفضلُ في نُصرةِ النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ ونشرِ الإسلامِ، ولقدْ كانَ للخلفاءِ الرّاشدينَ الأربعةِ الفضلُ على سواهمْ، وسنعرضُ حديثاً في فضلِ واحدٍ منهمْ وهوَ عليُّ بنُ أبي طالبِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريّ في الصّحيحِ: ((حدّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدّثنا عبدُ العزيزِ، عنْ أبي حازمٍ، عنْ سهلِ بنِ سعدٍ رضيَ اللهُ عنهُ قال: أنّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “لأُعْطيَنَّ الرّايةَ غداً رجُلاً يفتحُ اللهُ على يديهِ”. قال: فباتَ النّاسُ يَدُوكونَ ليلتهمْ، أَيُّهُمْ يُعْطاها؟، فقالَ: “أينَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ؟”. فقالوا يشتكي عينيه يا رسولَ اللهِ. قال: “فأرْسلوا إليهِ، فأتوني بهِ”. فلمّا جاءَ بصقَ في عينيهِ ، ودعا لهُ، فبرأَ، حتّى كأنْ لمْ يكنْ بهِ وجعٌ، فأعطاهُ الرّايةَ. فقالَ عليٌّ: أُقاتِلهمْ حتّى يكونوا مثلنا؟ فقال: “انفًذْ على رِسلِكَ، حتّى تنزلَ بساحتهمْ، ثمّ ادْعُهمْ إلى الإسلامِ وأخبرهمْ بما يجبُ عليهمْ منْ حقِّ اللهِ فيه، فواللهِ لأنْ يهدِي اللهُ بكَ رجلاً واحداً خيرٌ لكَ منْ أنْ يكونَ لكَ حُمُرُ النّعمِ”. رقمُ الحديث:3701)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ فضائلِ أصحابِ النّبيِّ، بابُ مناقبِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيّ الجليلِ سهلِ بنِ سعدٍ الأنصاريِّ، منَ الصّحابةِ الرّواةِ للحديثِ عنِ النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ، أمّا بقيّةُ رجال الحديث:

  • قتيبةُ بنُ سعيدٍ: وهوَ أبو رجاءٍ، قتيبةُ بنُ سعيدٍ الثّقفيُّ (148ـ240هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ من تبعِ أتباع التّابعينَ في الحديثِ.
  • عبدُ العزيز: وهوَ أبو تمّامَ، عبدُ العزيزُ بنُ أبي حازمٍ سلمةَ المخزوميُّ (107ـ184هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • أبو حازمٍ: وهوَ سلمةُ بنُ دينارٍ المخزوميُّ (ت:133هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّوايةِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى فضلِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وقدْ كانَ ذلكَ في فتحِ خيبرَ عندما سلّمهُ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ رايةَ الجيشِ لفتحِ حصونِ خيبرَ، وقدْ ذكرَ الرّاوي أنّ النّبيَّ وصفهُ برجلِ يُحبُّهُ اللهُ ورسولهُ وسيفتحُ اللهُ على يديهِ هذه الحصون، وقدْ تمّ ذلكَ بأمر اللهِ، ثمّ دعاه النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ وبصقَ في عينيهِ الّتي أصابهما الرّمدُ فاستطابَ وبرأَ منه، ثمّ أوصاهُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ إلى أنْ يسيرَ ويدعوهمْ إلى الإسلامِ وإلى دفعِ حقِّ اللهِ فيما يملكونَ قبلَ قتالهمْ، وفي بيانِ دور عليّ بنِ أبي طالبٍ يظهرُ فضلُهُ رضوانُ اللهِ عليهِ في نصرةِ دينِ الإسلامِ وفضلهِ على غيرهِ منَ الصّحابةِ الكرام.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • فضلُ أصحابِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ.
  • فضلُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ بما لهُ منْ دورٍ في فتحِ خيبرَ.

شارك المقالة: